القائمة الرئيسية

الصفحات

تانيس صان الحجر

 بقلم / سهيلة عاطف 

تانيس صان الحجر
تانيس صان الحجر ، محافظة الشرقية

تانيس البوابة الشمالية الشرقية لمصر :

كان السهل الواقع على شاطئ بحيرة المنزلة ، الذى كان غابة خضراء على حدود مصر الشمالية الشرقية فسيحا مترامي الأطراف أما الآن سوى أرض مهجورة ، يحاول السكان استصلاحها ، وفى وسط ذلك السهل جبل صان ، أشهر موضع فى الدلتا ، وهى أسمها الآن " صان الحجر"  واسم صان مأخوذ من اسمها فى المصرية القديمة " زعن- ت "ومكانها الآن في شرقي الدلتا بمركز فاقوس ، محافظة الشرقية . وكانت أحدى مدن مصر الهامه فى الدولة الحديثة وكانت عاصمة للأقليم الرابع عشر من أقاليم الوجه البحرى.

حيث تقع مدينة تانيس على بعد ١٧ كم من مركز الحسينية وعلى بعد  ٣٢ كم إلى الشمال الشرقي من فاقوس وحوالى ١٥٠ كم إلى الشمال الشرقي من القاهرة وأطلق على المدينة تسمية :  " جعنت" والتي ذكرت في الكتاب المقدس بإسم " صوعن" وفى العربية " صان " وفى القبطية " جانى " ونظراً لكثرة البقايا الحجرية القديمة بالمدينة فأضيفت لكلمة صان كلمة الحجر وأصبحت تعرف باسم ( صان الحجر ) وكانت تعرف في اليونانية ب " تانيس " .

وجاء أتخاذ مدينة تانيس عاصمة للبلاد خلال عصر الأسرة الحادية والعشرين هو بداية أسرة جديدة هي الأسرة الثانية والعشرون الليبية التي أتخذت من تل بسطة عاصمة جديدة للبلاد طوال عصرالأسرتين الثانية والعشرين والثالثة والعشرين . 

وكانت تانيس من أوائل المناطق الأثرية التي قام " ماريت " بلحفائر فيها وعثر فيها هو و " بترى" من بعده على آثار من الأسرة الرابعة والأسرة الثانية عشرة ، ولكن هذه الآثار جلبت إليها من مناطق آخرى على الأرجح فى أيام الملك رمسيس الثانى وليست من أطلال معابد أقيمت في هذه المدينة في تلك الأيام. 

 شهرة تانيس وأهم الاكتشافات بها :

أشتهرت "تانيس" بمعبدها الفخم الكبير الذى يرجع تاريخ أكثر مبانيه إلى أيام الملك رمسيس الثانى ومازالت فيه بعض المسلات الجرانيتية وقد نقلت واحدة منها إلى القاهرة وهي الأن على الضفة الغربية للنيل على مقربة من المبنى المرتفع المعروف بإسم برج القاهرة . 

وقد كشفت الحفائر التي قام بها " مونتيه " منذ سنوات طويلة عن كثير من الآثار فى داخل المعبد الكبير وفيما حوله وكان أهم ما ظهر فى تلك الحفائر  عام ١٩٤٠ عندما عثر علي الجبانة الملكية خارج سور المعبد الكبير وسور معبد الألهة " عنت " على بقاء بعض الملوك الأسرتين الواحدة والعشرون والثانية والعشرون ، عثر فيها على مجموعات هامة من حُلى ذلك العصر، وهى محفوظة الآن في قاعة خاصة بالمتحف المصري بالقاهرة . وهى للملوك " بسوسنس الأول " و " امنؤوبى" من ملوك الأسرة الواحدة والعشرون و " اوسركون الثانى" و" شاشانق الثالث "  من الأسرة الثانية والشرون ، وملك يسمى" حقا - خبر- رع " " شاشانق " لم يكن أسمه معروفاً بين ملوك مصر قبل العثور على قبره.

أرتباط تانيس بمدينة أواريس وبر- رعمسو :

ويرتبط إسم " تانيس " بإسم مدينتين مازالتا موضع النقاش بين علماء الدراسات المصرية وهما مدينتا " أواريس " التي كانت عاصمة ومقراً لملوك الهكسوس، والأخرى مدينة " بر- رعمسو" التي كانت المقر الملكي فى الدلتا للملك رمسيس الثاني ، إذ يرجح عدد كبير من علماء الآثار المصرية أن مدينة " بي – رعمسو" كانت في الموضع المعروف الآن باسم " قنتير " فى مركز فاقوس ، حيث عثر هناك علي أطلال قصور لهذا الملك وأثار أخرى هامة ،  كما يرجحون أيضا أن" قنتير " هي أيضا مكان عاصمه الهكسوس، ولكن " مونتيه " يؤازره عدد آخر من العلماء مازالوا مصممين على أن كلا من المدينتين كان في موضع" تانيس " . وكل ما نستطيع قوله هو أنه على الرغم من أنه لا توجد أدلة قاطعة حازمة حتى الأن إلا أن الرأي الأرجح هو أن منطقة " قنتير" وما حولها كانت عاصمة الهكسوس ، وأنها مكان" أواريس" وهي أيضا مكان مدينة " بر – رعمسو" . 

أشهر ملوك مدينة تانيس :

تانيس صان الحجر
الملك رمسيس الثانى

- رمسيس الثاني . (1301 -1235 ق.م.) : 

هو أبن الملك سيتي الأول ، كان كل شيء في عهده على نطاق واسع ، أستمر في الحكم مدة سبعة وستين عاماً ، وتزوج بخمس أو ست زوجات عُظميات وكان أبا ً لأكثر من مائة " ولد ملكى " ، وأقام عدداً كبيراً من التماثيل الضخمة ، وشيد كثيراً من المدن الكبيرة في جميع أنحاء مصر، وخلدَ ذكرى أنتصاره في قادش ، في نص طويل ، بل هو من أطول النصوص في الأدب المصرى ، وعندما مات كان عمره أكثر من مائة عام . 

تحمل آثار تانيس وجميع أنحاء الدلتا تقريباً ، ومنف وكثير من أماكن مصر الوسطى ، وأبيدوس وطيبة ( الكرنك والراميسيوم ) ، وستة معابد صخرية فى النوبة ، اسم رمسيس ﴿ الذى اصطفاه رع ﴾ مكتوباً ومنقوشاً على نحو متكرر في دأب بالغ وتباه بسلطانه الملكى.  عام وتكفى قائمة مُبسطة لآثار حكمه الباقية ، لكى تملأ هذا المعجم ، حتى ولو لم نذكر الآثار السابقة له التي اغتصبها . ومع ذلك ، يجب علينا الاعتراف بأن أنتصاره في قادش كان إفلاتاً من كارثة كادت تقضى عليه فلم تثمر حرب الستة عشر عاماً ، التي شنها ضد الحيثيين، سوى العودة إلي ما كان الأمر عليها قبل نشوبها. وإن الحصون التي بناها رمسيس الثاني في ليبيا لم تمنع البرابرة من تهديد منف من خمس سنوات بعد موته . كذلك قد يكون من المؤسف أن حبه للعظمة والطريف من كل شيء أدي إلى نحطاط الفنون إذ كلف مهندسيه المعماريين بما فوق طاقتهم. ورغم هذا فلا ننكر أن هذه الشخصية العجيبة المحيرة قد نجحت في تكوين دعاية طيبة لنفسها وتوريث الطراز الخاص بعمائره وآثاره الفنية للعصر اللاحق بأكمله. ومن أشهر آثاره التى وجدت فى تانيس لوحة الأربمائة عام وهى محفوظة الآن بالمتحف المصرى.

- بوسينيس الأول : 

هو ثاني ملوك الأسرة الحادية والعشرين التي حكمت في الدلتا وأستقرت في العاصمة " تانيس" (صان الحجر) في شرق الدلتا ، في حين أستقل كهنة أمون في طيبة وكونوا أسرة مالكة أول ملوكها " حريحور" وقد هيمنت الأسرة المالكة الأولي علي الدلتا ومصر الوسطى حتى أسيوط ، والأسرة المالكة الثانية على مصر العليا وكانت عاصمتها طيبة. ولقد تهادنت الأسرتان وأنتهى الأمر بينهما بالمصاهرة ولم تلبث مصر أن دانت كلها للبيت المالك الذى حكم من العاصمة " تانيس" . عثر على مقبرته سليمة في صان الحجر عام ١٩٤٠ حيث وجد أنه دفن بقبره أربعة أشخاص وجدوا دون أن تمتد إليهم يد ، وهم :( بسوسينيس نفسه ، وأحد قواده ، وملك آخر يدعى أمن- إم-ابت ) ، من ملوك الأسرة الحادية عشرة ، أحد ملوك الأسرة الثانية والعشرين . وحظى متحف القاهرة بأثاث هؤلاء الفخم النفيس ، ويتضمن توابيت من الفضة  ، وأقنعة ذهبية ، ومجوهرات وآنية مقدسه تتجلى فيها براعة صائغى الدهب المصريين . وإذا قارنا بين هذه الكنوز وكنوز توت عنخ آمون ، نجد أن كنوز بسوسينيس تفوق هذه الأخيرة ، على الأقل ، فى وجهة واحدة . اذ نشر من قام بالحفر تقريراً كاملا بعمله . وجدير بالذكر أن هؤلاء المدفونين لم ينزلوا نقمتهم على المكتشفين الذين قضوا مضاجعهم بعد طول سبات وهتكوا سرهم المكنون خلال تلك القرون. وزيادة على ذلك ، فقد كان هؤلاء العظام الاربعة ، بينهما كان توت عنخ آمون ، الذى لم يحالفه الحظ فى حياته ، فرداً واحداً ، وكان اسم بسوسينيس أو لقبه هو" باسبا خع ان نيوت " بمعنى النجم الساطع فى المدينة . 

الملك سمندس :

تحريف للأسم المصرى " نس- بانب- جد " أمير تانيس بشرق الدلتا . حكم الشمال فى السنين الأخيرة من حكم رمسيس الحادى عشر، وبعد وفاة الأخيرأصبح فرعون مصر، بالاتفاق مع كبار كهنة آمون من أسرة حريحور، الذين حكموا الصعيد ، وبذلك أسس الأسرة الحادية والعشرين ، وجعل تانيس عاصمة له . 

وقد حكم سمندس طبقاً لما جاء بتاريخ مانيتون ٢٦ عاماً. وقد بدأت الأوضاع السياسية فى البلاد تتغير ابتداء من هذه الأسرة فقد فقدت مصر سيادتها فى آسيا وأصبح نفوذها في النوبة يكاد يكون معدوماً. وهكذا أنكمشت مصر إلى حدودها الطبيعية وفقدت كل إمبراطورتيها. بل وأكثر من هذا فقد كان يحكم مصر بيتان مالكان احدهما فى تانيس ويحكم منه الملك سمندس  الذى كانت له الكلمة العليا في الدلتا ومصر الوسطى والآخر في طيبة التي إعتبرت طوال عصر هذه الأسرة عاصمة – من الناحية العملية – لمصر العليا ويحكم منه كبير كهنة آمون الملك حريحور. 

 وتذكر النقوش التي ترجع لعهد سمندس بأنه أرسل ٣٠٠٠ رجل إلى محاجر منطقه الجبلين بمصر العليا وذلك لإحضار الأحجار اللازمة لترميم المعابد والمنشآت الدينية والجنزية في مدينة الأقصر . وأنتقل العرش بعد وفاة سمندس إلى الملك بسوسينيس الأول .  

- الملك نفركارع : 

فى تانيس تولى الحكم بعد الملك بوسينيس الأول ملك يدعى نفركارع وهو " أمون أم نسو " تأكد وجوده فقط فى عام ١٩٤٠ حين أكتشفت مقبرة سلفى مقبرة بسوسنس الأول ، وكان وجوده محل شك حيث لم تكشف أشياء تحمل اسمه. ومع ذلك ، فذكرى حكمه القصير محفوظة فى قائمة مانيتون بأسم الملك نفرخرسيس الذى حكم لفترة قصيرة مدتها 4 سنوات. اسم أمن أم نسو وتعنى " أمون هو الملك " ، بالمصرية القديمة .

- آمون أم اوبت : 

كان ابن بسوسنس الأول والملكة موت ندجمت. اسم الميلاد لأمون إم اوبت ، أو الاسم الشخصي ترجمته هي " أمون في عيد أوبت. وقد شغل منصب حاكم مشارك أصغر في الأعوام الأخيرة من حكم والده ، حسب الأدلة من قطع من أربطة مومياء. جميع النسخ الباقية من ملخص مانيتون الخاصة به تقول بأن أمون إم اوبت حكم تسعة سنوات. كانت المقابر الملكية لكل من بسوسنس الأول وأمون إم اوبت كاملتين عندما اكتشفهما عالم المصريات الفرنسي بيير مونتيه في حفرياته في تانيس في عام 1940 كانت مليئة بكنوز ضخمة تشمل أقنعة جنائزية ذهبية، توابيت وأنواع أخرى عديدة من المجوهرات. فتح مونيه مقبرة أمون إم اوبت في أبريل ١٩٤٠، وكان ذلك قبل شهر من الغزو الألماني لفرنسا والبلدان الواطئة في الحرب العالمية الثانية. ولذلك، توقف العمل حتى نهاية الحرب. استأنف مونتيه حفرياته في تانيس في عام ١٩٤٦. 

- الملك وسركون الثانى :

تولى العرش بعد وفاة الملك وسركون الأول حيث أنتقل العرش إلى الملك تكلوت الأول ومنه إلى الملك وسركون الثانى الذى عين أبناءه فى الوظائف الهامة فى الدولة فأصبح البعض منهم فى وظيفة الكاهن الأول فى طيبة وفى منف وفى تانيس والبعض الآخر أصبح قادة للفرق العسكرية وعلى الرغم من هذا لم تستقر الأمور فى الدولة وبدأ النزاع يظهر بين الفرعين الحاكمين : الفرع الحاكم في الشمال والفرع الكهنوتي فى طيبة. مما أضطر وسركون الثانى لإشراك إبنه تكلوت الثانى فى الحكم ليضمن له وراثة العرش .  

 المصادر: 

1-  تاريخ وحضارة مصر القديمة ، سمير أديب ، ص ٢٢٥ ، ٢٢٦، ٢٣٢. 

2- عواصم مصر القديمة ، أحمد محمد البربري ، ص ١٦ .

3-  معجم الحضارة المصرية القديمة ، جورج بوزنر ، ترجمة : أيمن سلامة ، مراجعة : د. سيد توفيق ، ص ٨٢ ، ٩٣ ، ١٧٣ . 

4- موسوعة الحضارة المصرية القديمة ، سمير أديب ، ص ٢٥٠، ٢٣٥، ٥١٧ .

reaction:
Ancient Egypt
Ancient Egypt
عبدالرحمن محمد توفيق ، باحث ماجستير فى الديانة المصرية القديمة ونصوص العالم الأخر ، مرشد سياحى وعاشق لتاريخ وحضارة مصر القديمة ، أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن ما نًقدمه ينال رضاء حضراتكم

تعليقات

30 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. مقال جميل جدا وعاش يا سوسو

    ردحذف
  2. مجهود رائع ليك يا دكتور عبد الرحمن ورائع للكاتبه ومن نجاح لنجاح

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا جزيلا لحضرتك وربنا يجعلنا عند حسن ظنكم

      حذف
  3. مقال مميز جدا وخاصة أنه عن محافظة الشرقية المهدر حقها فى التعريف بها وعن آثارها

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لحضرتك وانشاء الله نتكلم عن اقاليم مصر

      حذف
    2. فعلا يا فندم عند حضرتك حق وان شاء الله نتكلم على آثارها الفترة القادمة ، تابعنا للمذيد

      حذف
  4. ربنا يوفقك ياقلبي ومن نجاح لنجاح وتفوق ي سووو😘🙈❤

    ردحذف
  5. الردود
    1. شكرا جزيلا لحضرتك الأستاذة سهيلة من أفضل كتاب الموقع وان شاء الله ليها مستقبل باهر ، واحنا هنساعدها أنها تتطور وتبقى أثرية ناجحة ، شكرا لحضرتك ولدعمك

      حذف
  6. جميل يااابنت عاطف موفقة انشاء الله

    ردحذف
  7. اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم

    ردحذف
  8. مجهود مميز ومن تفوق لتفوق وذادك الله علم ،😍😍

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لحضرتك يا فندم تابعينا للمذيد

      حذف
  9. أحسن مرشد سياحى فى أسوان الدكتور عبدالرحمن مجهود يحترم من حضرتك وربنا يوفقك انت والتيم الخاص بيك ، بجد شئ مفتقدينه أن حد يعرفنا تاريخ وآثار بلدنا بشكل محترم ومعلومات موثوقة

    ردحذف
    الردود
    1. والله مش عارف اقول لحضرتك ايه بس دا مش تعبى لوحدى احنا كل حد بيعمل عمل بإتقان وان شاء الله نكون عند حسن ظنكم وان شاء الله مجموعة Ancient Egypt تكون حلقة الوصل بين الماضى والحاضر وشكرا جزيلا على مرورك العطر وكلماتك الجميلة دُمت بخير

      حذف
  10. دائما الشباب هو وفود المجتمع وسبب تقدمه بين الأمم اذا تم استغلاله الإستغلال الأمثل من قبل شخصية علميه محترمه مثل الدكتور عبد الرحمن اللذي يحتضن مجموعه مميزه من الشباب لديه القدره على العمل والبحث عن أصول بلدنا الحبيب فلكم مني كل التقدير والاحترام

    ردحذف
    الردود
    1. والله حضرتك كلامك دا فوق رأسى وربنا يجعلنى عند حسن ظنكم وان شاء الله نرتقى بمشروعنا اللى بدأناه ليكون المنصة الأولى فى مصر بإذن الله لطلاب التاريخ والآثار والارشاد السياحى

      حذف

إرسال تعليق