منظر تخُيلى لقطع الأحجار |
تطور المقابر المصرية القديمة لم يبقى فى مصر القديمة إلا وضع المومياء في المقبرة المصرية التي جهزها المصري القديم لهذا الغرض أثناء حياته وربما تمت أخرى تشطيباتها في فترة السبعين يوما الفاصلة بين الموت والدفن. تطورت الحضارة المصرية القديمه في تشيد المَقابر كما يمكن أن تعهد خطوات هذه المهمة إلى الأبن. والتي تتكون كل مقبرة من جزئين:
- أحدهما تحت الأرض و توضع فيه الجثة سواء كانت حفرة صغيرة أو في عدة غرف تكن محفورة في الصخر في الصخر أو مشيدة من الحجر أو الطوب اللبن أو غيرها من المواد.
- الجزء الثاني فوق الارض ليدل على أشكال مكان دفن الجثة سواء كان بسيطا جدا مثل جزء من جريدة نخلة أو كومة تراب أو كان بناء بسيطا او مكونا من عدة غرف. أو من هرم ألحقو به بعض المعابد.
بدايه تطور المقابر المصرية القديمة
أقدم من ما عرفناه من تَطور المقابر المصريه القديمة يرجع إلى تاريخ عصور ما قبل الأسرات في مصر ، حيث كان المصري القديم يعيش فى مصر على ضفاف النيل الأمر الذى جعله يفكر فى تَلك الحياه و انها البدايه وتعرفنا بالصور و كتابة القدماء والعلوم الحديث كيف بنوا تلك المقابر الاثرية وكيف بدأت فى ذلك الموقع الجغرافى مرَاحل الفصل فى تطور حضاره مصر القديمة.
وكانت داخل مقابر القٌدماء فى العصور مصر القديمة عبارة عن دفنات ومقابر تحفر من الرمل مستطيلة او بيضاوية الشكل وتوسد في المقابر كل منها الجثة الموتى وهي على شكل الجنين أو ملفوفة في الحصير أو جلد الحيوان. ونظرا لأن المصري القديم أمن الديانة و بالبعث و الخلود ، فإننا نجد العوامل تظهر لنا بعض أسرار أنه وضع بعض الأوانى الفخارية الخاصه بالمأكل والمشرب مع كل جثة محنطة أو غير محنطة.
كذلك بعض الأسلحة وأدوات الزينة القديمة. تطور نَظام تشيد المقابر القديمة الفرعونية و العمارة من أيام الأسرة الأولى تَطورا كبيرا ، أصبح تطور الجزء العلوي العامل لمقابر المُلوك مصطبة ضخمة تعلو غرف كثيرة ، وفي وسطها غرفة يدفن فيها الميت وتحيط به غرف آخرى يضعون فيها الأوانى والأدوات ، وأهم نماذج تطور الآثار هذه المقابر فى مصر موجودة في جبانات سقارة وأبيدوس وحلوان.
خطوات تطور المقابر الملكية
ومنذ الأسرة الثالثه تطور تشيد المقابر الملكية الفرعونية من المصطبة إلى الهرم المُدرج الخاص مجموعة الملك المصري زوسر الذى شيده الملك "زوسر" أول ملوك الأسرة الثالثة و مساحته 140 × 118 م بارتفاع 60 مترا تقريبا وفسر العلماء انتقال المصري القديم من طراز المصطبة في المقابر الملكية إلى تطور شكل هرمي مرتفع ليواكب المركز الجديد للملك المصري الإله الجالس على عرش مصر الذي يرتفع إلى عنان السماء وضخامته مع هذه المعاني الجديدة. لأن زوسر خرج على الناس بأنه لا ينتمي إلى الشمال أو إلى الجنوب مصر ، بل هو أله ينتمي إلى عالم السماء ، رضي أن ينزل إلى الارض مصر ليحكم أهلها. وسوف يعود إلى أهلها عندما يموت ، و أطلق على نفسه اسمين "زوسر" أى "المقدس" و "نترخت" أى "صاحب الجسد المؤله". ثم تطور الهَرم المدرج القديم من مدرج إلى منكسر الأضلاع ويتمثل تطور ذلك في الهَرم القبلي للملك المصري القديم سنفرو أول ملوك الأسره الرابعة المصريه القديمة.
هرم الملك سنفرو كامل الأضلاع فى سقارة |
ثم شرع "سنفرو" في بناء هرمه الثانى الكامل الأضلاع ، ويعتبر تطور هذا الهَرم بمثابة الحلقة الأخيرة في تطور المقابر المقبره الملكية الفرعونية فى مصر ، التي بقيت محتفظة بطرازها الهرمي القديم عصرا طويلا حتى أواخر الأسره السابعة عشرة. فى حين بدأ ملوك الاسرة الثامنة عشرة الفرعونية أسلوبا جديدا في تطور بناء مقابر هم ، إذ حفروها على هيئة ممرات طويلة ، تمتد المقابر الفرعونية في باطن التلال الحجرية مئات الأمتار ، واختاروا لها مكانا هو منطقة وادي الملوك على الشاطئ الغربي لمدينة الأقصر.
أما المقابر الخاصة بالأفراد المصريين القدماء فأخذوا يزينون جدرانها المشيدة بالحجر بنقوش تمثل الحياه اليومية ، وبعد الطقوس الدينية عرف تلوينها. وما أن حلت الأسره الرابعة ملكية حتى كانت المقابر الفرعونية قد وصلت إلى مستوى تطور كبير في تطورها ونقش جدرانها وهياكلها ، سواء تطور المقابر المقطوعة في الصخر ، أو تطور المقابر المشيدة بالحجر والطوب ، و أصبحت المقابر المصرية الفرعونية القديمة في الاسرة الخامسة أشبه بقصور كبيرة في عدد غرفها وأبهاؤها كما في مقابر جنبانتي سقارة والجيزة.
مراحل تطور المقابر المصرية
وتطورت المقابر المصرية القديمة المنحوتة في الصخر تطور كبيرا في الأقاليم مصر القديمة أبتداء من الاسرة الخامسة المصرية القديمة كما نرى في مقابر جبانات مصر القديمة " مقابر ميرو ، مقابر دير البجراوي ، أخميم ، الشيخ سعيد ، أسيوط ، أسوان ، بني حسن ، البرشا " إذا بلغ بعضها درجة كبيرة من الاتساع ، كما تنوعت المناظر التي ناقشها على جدران من الناحية الدينية أو الدنياوية. واستمر الحال كذلك حتى نهاية التاريخ الفرعوني تغير طفيف في الشكل العام للمقبرة وأن كان التغيير في التكوين المعماري الداخلي كثيرا ما يتغير ويتوقف على عدة عوامل من أهمها الناحية الاقتصادية ومركز صاحبها الاجتماعي والموقع.
ويلاحظ أن كل الجبانات خارج مجال نطاق الأحياء وبالذات في الصحراء مصر الغربية. و تبدو كأنها المكان المختار للأموات حيث خصصت الصحراء لحفظ الجسم و الأثاث الجنائزي. وتعني المقبره بيت الأبدية أي أنها تعني أنها المنزل الحقيقي للمتوفي ، حيث تستمر الحياه هناك بين المومياء أو التمثال مع " الكا " " البا " القرين والروح ، ويوضع الأثاث الدنيوي ليضمن استمرارية القرابين. ومن هنا نشأ أول نَظام طقس للأموات حتى يستمروا في الحياه. مما يفسر أهمية أن يكون للإنسان المصري القديم ابنا يرثه ، و يضمن بقاءه في الحياه الآخرة بتقديم قرابين بانتظام. وكثيرا ما يتحول هذا النظام القديم إلى نشأة نظام اخر رسمي ، حيث يدفع لكهنة متخصصين لكي يقوموا لإجراء الطقوس للمتوفي.
ولاستمرار هذه الطقوس ، و لخبرة المصريين القدماء عارفوا بمرور الوقت أن المومياء عرض للتدمير ، ومن أجل هذا الخطر أضيف إليها تمثال ، كما وضعوا في عصر الدوله المصرية القديمة " رؤوس بديلة " ووجدت في والمقابر بأعداد كبيرة في مقابر الجيزة .
كما وضعوا المصريين القدماء لمواجهة نقص الخاص للطعام رسوم لها على جدران المقابر الفرعونية ، بداية كان الغرض منها إبراز وجود و حقيقة القرابين. ومثلما تشهد مناظر الجنازة أن المتوفي قد أجريت له مراسم الدفن مطابقة للإجراءات سارية المفعول وطبقا لوضعه الاجتماعي أيضا ، و أصبحت مناظر المقابر المصرية القديمة تضمن للمتوفي كل شروط البقاء حياة الضرورية.
اما اسم المتوفي القديم فكان آخر وسيلة لضمان أبدية المتوفي فى مصر القديمة ، وذلك لأن تسمية الكائنات أو الأشياء هي التصوير بثها للوجود. إن الابن أولا هو من يجب أن ينطق اسم والده ، لكي يجعله يعيش من جديد. لكن منذ عصر الدوله المصرية القديمة ينادي كل شخص يمر من أمام هذه المقبره ، لكي يقول الاسم ويردد عبارة القرابين مما سيجلب له كمقابل رضاء الآلهة.
لقد تتبعنا حتى الآن الشعائر الجنائزيه في حضارة المصرية القديمة ، حيث تعمل طبقا لصورة فن تصورها المصريون القدماء عند الموت. وهي شعائر تضمن العبور من الحياة إلى الموت عن طريق حفظ الأجسام ، الفن ، والقرابين ، ثم يحدث البقاء بعد هذا العبور.
والاستمرار تطور أداء الطقوس الجنائزيه القديمة وصيانة المقبره عبر الزمن ، يعهد بها إلى أشخاص مستعدين بأن يهتموا بصالح الميت في مقابل صناعة دخل يأخذ من وقف جنائزي ، وفي كثير من الحالات كانوا هؤلاء الأشخاص هم أبناء مالك المقبره ، وكانت الخدمة الجنائزية تؤسس على قاعدة قانونية راسخة في هذا العصرلمصر ، لأن المصري احتجز جزءً معينا من ثروته و أوقف داخلها على ضمان إمداده بالقرابين الجنائزيه فى مقبرته ، ويذهب جزء من هذا الدخل إلى "خادم القرابين" الذي كان عليهم صيانة المقبره والماء والطقوس الجنائزيه المتعلقه بتقديم قرابين الخبز وسكب الماء أمام تمثال الميت. وكان يمكنهم أن ينقلوا حقوقهم وواجبهم إلى أبنائهم أو أحفادهم.
- في مصر فى الدولة القديمة المصرية كان مالكو المقابر القديمة يستخدمون أكبر عدد تحققه لهم إمكانياتهم من الكهنة ، ومنذ ذلك الحين عندما أصبح واضحا أن استخدام العَديد من الكهنة الجنائيين كان من المحتمل أن يتصارعوا فيما بينهم ، وأصبحت الممارسة القديمة المألوفة فى مصر القديمة منذ عصر الدولة القديمة هي تحديد الحقوق والواجبات الجنائزيه في كاهن واحد ، كان يعوض عن جهده تعويضا مجزيا ، ويحتفظ بدوره في أن يعهد بمركزه بعد موته إلى واحد فقط من أبنائه. ولقد حافظت خطوات تطور هذه الممارسة على الثروة الموقوفة على المقبره وعدم تبديده دخلها بين العديد من الذين يعهد إليهم بالطقوس الجنائزيه.
كانت تتخذ أماكن هذه الترتيبات مع الكهنة المرتلين الذين يتولون ترتيل أو قراءة النصوص الجنائزيه في أيام محددة. وأحيانا كانت تبرم عقود حقيقية بين مالك المقبرة وبين كاهنه الجنائزي ، وكانت شروط العقد تحفر على حوائط المقبرة وكان من الممكن لكاهن واحد ان يعقد عدة أتفاقيات مع أكثر من صاحب مقبرة ، وعلى ذلك أصبحت التطور وظيفة كاهن الكا " القرين" وظيفة احترافية ولقد كان اثر تكوين كاهن القرين يقدم التمثال الخاص بالمتوفي جميع أنواع القرابين ، وهذا يفعله في أيام محددة في السنة تصحبها إضاءة شمعة أمام التمثال لكي يرى الميت التقديمات يصحبها صلوات التعظيم.
- و في مصر في عصر الدولة الوسطي المصرية قدم الملوك القدماء تنازلا هاما مقدما منهم إلى بعض الأفراد وكبار رجال ذو الأهمية والفضائل ولعل أقامة تماثيلهم يعد في أفنية المعابد القديمة. وفي هذه الحالة أصبح الشخص القديم الذي يكرس التمثال بإسمه مشاركا في التنعم بالصلوات والتقديمات التي تقدم للآلهة بواسطة الزوار. وأحيانا كانت تبرم العقود مع كهنة هذه المعابد لأداء الطقوس إمام التمثال في أيام الأعياد الفرعونية.