الخطوة الأولى
تجمعت أقاليم الوجه البحري (الدلتا) في أول الأمر في مملكتين محليتين
صلاية نعرمر |
خلال مرحلة قديمة من مراحل ما قبل الأسرات، هما:
- مملكة في شرق الدلتا، قامت في أقاليم عنجة، وكانت عاصمتها في مدينة جدو وهي مدينة بوزير (حاليا أبو صير قرب سمنود)، وكان معبودها الأكبر هو عنجتي وكان لواؤها على هيئة الحربة، وربما امتدت هذه المملكة جنوبا حتى عين شمس الحالية.
- مملكة في غرب الدلتا، اتخذت عاصمتها في مدينة قامت على أطلالها دمنهور الحالية، وكان معبودها الأكبر هو حورس ورمزت إليه بهيئة الصقر، ويحتمل أنها امتدت جنوباً حتى أوسيم الحالية، في حين يرى البعض أن العاصمة كانت بحدت في غرب الدلتا والتي تسمى حاليا تل البلامون.
الخطوة الثانية
اتحاد مملكتي الدلتا في مملكة واحدة اتخذت عاصمتها في مدينة ساو (سايس - صا الحجر). واتخذ حكامها المعبودة نيت حامية لهم واتخذوا النحلة "بيت" شعارا لهم وتتوجوا بالتاج الأحمر.
الخطوة الثالثة
في نفس الوقت الذي اتحدث فيه أقاليم الدلتا، اتحدث أقاليم الصعيد في مملكة واحدة واتخذت عاصمتها مدينة نوبت (أمبوس باليونانية) - (حاليا طوخ الحالية في محافظة قنا)، واتخذ حكامُها الإله ست رباً لهم.
الخطوة الرابعة
حاولت مملكة الشمال تكوين مملكة متحدة تضم الصعيد معها، ونجحت في ذلك واتخذت العاصمة في مدينة جدو (پر أوزير) - أبو صير بنا - واتخذوا الإله أوزير معبوداً لهم بدلا من الإله عنجتي.
الخطوة الخامسة
حاولت مملكة الصعيد الانفصال عن المملكة المتحدة، وعاد حاكمها إلى الاستقلال وتعصب لمعبوده القديم ست وللعاصمة نوبت (طوخ).
الخطوة السادسة
قامت مملكة الشمال بمحاولة توحيد البلاد مرة أخرى، ونجحت في ذلك واتخذت من مدينة أون عاصمة لهذه الدولة الموحدة، وظلوا أوفياء للمعبد وأوزير رب شرق الدلتا، إلى جانب اعترافهم بربها المحلي أتوم.
الخطوة السابعة
انفصل الصعيد مرة أخرى وعادت مصر إلى مملكتين:
إحداهما في الشمال: واتخذت عاصمتها في مدينة ب أو بو، وهي تل أبطو أو تل الفراعين (شمال شرق دسوق). وقد اتخذ حكامها المعبودة واجيت حامية لهم ورمزوا لها بالحية ونبات البردي رمزا، والنحلة شعارًا ملكيا لهم وكانوا ينتسبون إليه بلقب بيتي - أي (المنتسب إلى رمز النحلة)، واتخذ حكامها التاج الأحمر تاجا ملكيا لهم. وظلوا أوفياء المعبود مدينة "بو" الأكبر حور.
والثانية في الجنوب: واتخذت عاصمتها في مدينة نخن والتي أطلق عليها الإغريق هيراكونيوليس (مدينة الصقر)، واتخذ حكام هذه المملكة نبات البوص (السوت) رمزا لهم واللوتس رمزا للوجه القبلي، وكان معبودهم الرئيس هو نخبت وكان تاجهم التاج الأبيض.
الخطوة الثامنة
قبل قيام الأسرة الأولى بقرابة ثلاثة قرون ونصف القرن، قام بيت حاكم جديد في مدينة ثني (يُحتمل أنها قرية البربا مركز جرجا - محافظة سوهاج) وانتقل إليها حكام الصعيد بعد نخن وذلك قبل قيامهم بتوحيد البلاد مباشرة، ومن المحتمل أن هذا البيت الحاكم قد هزم البيت الحاكم في نخن وحل محله، وربما أيضًا أن أسرة ثني كانت فرعًا من البيت المالك في نخن، وكان ملوك ثني يتخذون حورس معبودا لهم وجاء من هذا البيت المالك في ثني بعض الملوك الذين حاولوا توحيد البلاد في مملكة الصعيد، منهم الملكان العقرب ونعرمر والتي تمت الوحدة في عهدهما (أو في عهد نعرمر).
الخطوة التاسعة
أخذ حكام الصعيد يحاولون إخضاع الشمال السلطانهم، كما أخذوا على عاتقهم مهمة وحدة شطري مصر، ومن هؤلاء الحكام الملك العقرب والملك نعرمر. أما عن الملك العقرب، فيحتمل أنه كان آخر الملوك (الحكام) قبل الملك تعرمر مؤسس الأسرة الأولى، وأما عن الملك تعرمر والذي يُعرف باسم "مِنَى" فهو الملك الذي تمت على يديه وحدة مصر وتأسيس الأسرة الأولى.
وقد عثر في نخن على وثائق الحرب الخاصة بالوحدة، وأهمها النقوش الموجودة على رأس صولجان من الحجر الجيري وكذلك نقوش واجهة لوحة كبيرة من الشست الأخضر لوحة تعرمر، وهذه الآثار تسجل انتصار الملك العقرب ومن بعده الملك نعرمر على الدلتا.
ويذكر البعض أن مراحل التطور السياسي والإداري شملت أيضا: تأسيس بعض المدن ذات الأهمية السياسية والإدارية أو ذات الأهمية الدينية مثل مدينة منف.تطورت نظم الحكم والإدارة، وأنشئت بعض الإدارات مثل بيت المال الأبيض ويختص بضرائب الوجه القبلي ودخله، وبيت المال الأحمر ويختص بضرائب الوجه البحري ودخله.
المصادر
عواصم مصر الفرعونية، دكتور أحمد محمد بربري 2021