القائمة الرئيسية

الصفحات

العصرالفرعونى المتأخر العصر الانتقالى الثالث (1080 – 332 ق.م)

عمود الملك طهارقا بالكرنك
عمود الملك طهارقا بمعابد الكرنك
بقلم / سهيلة عاطف الكافورى

ما المقصود بالعصر المتأخر؟

العصرالفرعونى المتأخر العصر الانتقالى الثالث (1080 - 332 ق.م) ، بدأت هذه العصور منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد ، وشهدت البلاد خلالها عدم استقرار ميزان القوى في العالم القديم والذي انعكس بدوره علي شئونها الداخلية ، وابتدأت مقاليد السيادة والحضارة تنقلت منها إلي غيرها ، فخضعت للحكم الأشوري علي يد ملكها ( أشور بانيبال ) ، ولم يتم لها الخلاص إلا علي يد الملك المصري بسماتيك عام 663 ق.م مؤسس الأسرة السادسة والعشرين والتي يعرف عهدها بالعهد الصاوي نسبة إلي العاصمة ( صان الحجر) ، والذي تميز بأنه عصر إصلاح ونهضة، ولكن هذه الإنتعاشة لم تدم طويلا، إذ أن ظهور ( كورش ) الفارسي وانتقاله من نصر إلي نصر كان نذيرا بالخطر الذي تحقق حين استولي " قمبيز" علي مصر عام 525 ق.م وضمها إلى الإمبراطورية الفارسية دون عناء كبير، ولقد احتمل المصريون الحكم الأجنبي علي مضض ، وثاروا علي الفرس عدة مرات كانت الأخيرة منها علي شكل ثورة عامة تحولت إلى حرب تحرير وانتهت بنيل الإستقلال عام 404 ق.م وتأسست الأسرة الثامنة والعشرين ، ثم تلتها الأسرة التاسعة والعشرين الوطنية التي اتصفت بعداء الفرس ومودة الإغريق ، ثم الأسرة الثلاثين التي بذل ملوكها جهدا كبيرا في البناء، كما ازدهر في عهدهم الفن وتقدمت التجارة، ولكن المصريين لم يتمكنوا من الاحتفاظ باستقلالهم طويلا ، إذ لم يلبث الفرس أن عادوا إلى مصر مرة ثانية عام 341 ق.م ليحكموها بضع سنوات، ثم دخل الاسكندر المقدوني مصر عام 332 ق.م وضمها إلى ملكه الواسع، وهكذا ينتهي التاريخ المصري القديم

اسباب تدهور مصر بعد الأسرة العشرين :

  • ازدياد نفوذ الكهنة 

وعلي الرغم من أن رمسيس الثالث أنقذ مصر من الأخطار الخارجية ، فإنه عجز عن مقاومة ذلك الخطر الذى هددها من الداخل، ونعني بها سلطة الكهنة التي ظلت تزداد يوم بعد يوم ، ولم ير رمسيس بدا من ان يسير على نهج سلفه ، فأغدق عليهم الخيرات ، ويتضح من ورقة بردية هرس ، أن سبع الأراضي الصالحة للزراعة تقريباً كانت ملكالهم ، وكانت املاكهم كلها معفاه من الضرائب

  • استخدام الجند المرتزقة 

اعتمد رمسيس الثالث علي الجنود الأجانب من متطوعين وأسرى ومنهم تكون الجزء الأكبر من الجيش ، كذلك أحاط رمسيس نفسه بحرس من الجنود الأجانب من الشام وأسيا الصغري وليبيا ، واستطاع هؤلاء ان يرتقوا في مناصب الدولة

  • فساد المجتمع المصري 
  • وفاة الملك رمسيس الثالث 
  • ضعف خلفاء رمسيس الثالث 
  • اضمحلال طيبه حيث اتخذ ملوك الأسرة العشرين عاصمتهم في تانيس بالدلتا 

الأسرة الحادية والعشرون ( 1080-950 ق.م) :

أدت العوامل التي ظهرت في أواخر عصر الأسرة العشرين إلى اعتلاء حريحور للعرش في طيبة وتولية السلطة ، الأمر الذي لم يتقبله أهل الدلتا وجعلهم يشقون عصا الطاعة وينصبون سمندس ملكا منافسا لحريحور في الصعيد ، وهكذا انقسمت البلاد إلي مملكتين إحداهما جنوبية جعلت عاصمتها طيبة، وأخري شمالية امتدت بسيطرتها حتي أسيوط واتخذت من تانيس عاصمة لها . وكان من نتيجة هذا الانقسام أن بدأت الفوضى تعود إلى البلاد من جديد، كما بدأت مصر تفقد سلطانها على ما جاورها من البلاد الأخرى ، إلا أن الأمور لم تصل بين الملكين إلى حد الصراع المسلح، كما أنه لم يتوفر الدليل على حدوث أي تنافس بينهما ، وربما لم ير الملك سمندس فيما اتخذه حريحور أي عمل عدائي ضده 

وعندما توفي حريحور بعد حكم دام مدة قصيرة خلفة ابنه الذي لم يتمكن من التغلب علي سلطة ملك الشمال ، وسرعان ما توثقت الصلة بين البيتين المالكين فتزوج بينزم بعنخي من ابنه الشمال بسوسينيس خليفة سمندس علي العرش بعنخي من ابنة ملك الشمال بسوسينيس خليفة سمندس علي العرش. وعندما عاجلت المنية بسوسينيس انتقل إلى العاصمة الثانية تانيس .

وكان من اهم أعمال الأسرة الحادية والعشرين في طيبة :

هو جمع مومياوات ملوك الدولة الحديثة خوفا من عبث اللصوص بها، إذ وضعوها في مخبأ بعيدا عن أيدى المخربين، وقد أتموا ذلك بعد أن أعادوا تكفينها من جديد ، وظلت هذه المومياوات في مكانها حتي تم الكشف عنها مؤخرا في الدير البحري . وكان لهذا الكشف أثره الكبير في مساعدة الباحثين على ترتيب ومعرفة شتي حكم الملوك خلال عصر الدولة الحديثة وحتي آخر عهد الأسرة الحادية والعشرين، كما أوضحت مدى التطور الذي طرأ على فن التحنيط وكشفت عن اتجاه فناني هذا العصر وميلهم نحو تجميلها وجعلها تفيض بالحيوية ورغبتهم فى تحسين مظهرها الخارجي. ومهما يكن الأمر فلا تزال المعلومات المتوافرة عن هذه الأسرة . 

الأسرة الثانية والعشرون ( 950 - 730 ق.م ) :

أخذ حماس المصريين لخوض غمار الحرب يقل، بعد أن انقضى قرن ونصف علي قيام إمبراطورتيهم، فبدأ يحل محلهم في الجيش جنود مرتزقة من الأجانب وخاصة من شعوب البحر المتوسط وجزائره، ومن الليبيين جيرانهم الغربيين ، وكان من هؤلاء حاميات المدن الهامه في الدلتا، وأصبحوا عنصراً هاما في الجيش أيام الأسرة الحادية والعشرين ، وصار منهم قؤاد ورؤساء حربيون . 

  • هجره الليبيين إلي مصر : 

وفي الوقت نفسه أخذت جموع الليبيين تهاجر شيئا فشيئا إلي مصر، بعد ما رأوا عبث الإستيلاء عليها بالقوة، منذ هزمهم رمسيس الثالث 

  • ازدياد نفوذهم : 

هكذا أكثر الليبيون في مصر ، من جند مرتزقة ومهاجرين، ووجدوا فيها بلادا غنية ، حباها الله بنيل كريم وأرض خصبة، فاتباع رؤساؤهم الضياع واستقروا وقوى نفوذهم فيها. 

ومن اهم الملوك الملك شاشانق الأول (950 - 929 ق.م ) :

وأخيرا استطاع أحد أمرائهم، واسمه شيشنق، أن يتولى حكم مصر سنه 950 ق.م ، إما لضعف آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين، أو لوفاته وانقراض ذريته. وأسس شيشنق الأسرة الثانية والعشرين ، أى أن الليبيين استولوا على عرش مصر بلا جهد ولا حاجه إلى امتشاق الحسام، بعد مضي قرنين منذ موت رمسيس الثالث، وظلوا يحكمونها مدة قرنين، وتطبعوا بطبائع المصرية، وحافظوا على العادات والألقاب الفرعونية، وعبدوا معبودات المصرية وقدموا لها القرابين . 

  • شيشنق والملك سليمان: 

وكان شيشنق يعاصر الملك رحبعام في فلسطين، التي أغار عليها وعاد بغنائم كثيرة ، وأرسلت فلسطين والنوبة الجزية إلي مصر، وشيد شيشنق المعابد فى الكرنك فجدد بذلك عهد المصريين القدماء . 

ومن اهم اعمال الأسرة الثانية والعشرون اكتشاف مقابر تانيس" صان الحجر" : 

ظلت مقابر ملوك الأسرة الحادية والعشرين والأسرة الثانية والعشرين مجهولة حتي وفق العلامة الفرنسي مونتيه إلي العثور على بعضها خلال سنه 1939 وكانت أول مقبرة كشفها، لذلك أسمه شيشنق،  فظن البعض خطأ، أنها لشيشنق الذي تحدثنا عنه، والحقيقة أنها لملك بالاسم نفسه، لم يعثر على أى أثر له من قبل، ويغلب على الظن، أنه ابن شيشنق السالف الذكر ، إذ وجد اسمه منقوشا على بعض حلي صاحب هذه المقبرة ، وقد عثر العلامة الفرنسي نفسه ، فى سنة 1940 ، علي مقبرتي بسوسنس الأول وابنه، من ملوك الأسرة الحادية والعشرين ، والأمل كبير في ان يوفق إلي كشف بقية مقابر الأسرتين. 

  • الملك اوسركون الأول :

تولى الحكم بعد وفاة أبيه، وكانت تولية شرعية متفقة مع القوانين والعادات الشرعية، إذ أنه كان زوج أبن آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين. والواقع أن أحوال البلاد كانت مستقرة وخزانتها كانت مليئة بالثروات الكثيرة التي ورثها عن أبيه ودامت مدة حكمه ما يقرب من ستة وثلاثين عاما . ثم تبعه علي عرش البلاد عدد من ملوك هذه الأسرة نذكر منهم:

( الملك تاكلوت الأول، الملك اوسركون الثاني ، الملك شاشانق الثاني ، الملك شاشانق الثالث، الملك بأمو، الملك شاشانق الرابع ) 

وقعت مصر في فوضى شديدة في عهد الأسرة الثانية والعشرين، فانقسمت إلي عدة ولايات حربيه صغيرة، دب بين أمرائها الشقاق ، ودامت هذه الحال إلي أن انقضت أيام الأسرتين الثالثة والعشرين، والرابعة والعشرين ، وانتهى الحكم الليبي الذي تقهقرت فيه مصر واضمحلت . 

الأسرة الثالثة والعشرون ( 837 -817 ق.م ) :

  • الملك با- دي- باست : 

ليس من السهل معرفه الأحداث التي أدت إلى ظهور الأسرة الثالثة والعشرين ، وكذلك تحديد الصلة التي كانت بين ملوكها وملوك مدينة صان الحجر في شرق الدلتا في نفس الوقت الذي كان يوجد فيه ملك آخر يحكم في صا الحجر بغرب الدلتا. وقد امتد نفوذ هذا الملك حتي وصل إلى مدينة طيبة بصعيد مصر، ويبدو أنه حدثت مصادمات دموية في اول حكمه للبلاد الذي استمر ما يقرب من سبعة وعشرين عاما

  • الملك اوسركون الثالث :

تولي الحكم خلفا للملك بادى باست . وقد ذكر مانتيون ان مدة حكمه استمرت تسع سنوات. وقد حدث في عهده فيضان كبير بمياه النيل لم يحدث مثله من قبله، وأدى إلى تحطيم الأرصفة وتدفق مياه النيل إلي أجزاء كبيرة من معبد الأقصر واحدث فيها أضرار جسيمة فأمر الملك بتجديد وترميم ما تهدم به ، وخلد عمله في كتابة منقوشة علي جدرانه 

ومن ناحية أخرى كانت أحوال البلاد الداخلية تزداد سوءاً ، كما اخذ نفوذ حكام المقاطعات الذين اعتمدوا على فرق الجند المرتزقة يزداد قوة . واستقل كل حاكم بإقليمه وانقسمت البلاد مرة أخرى إلى إقطاعيات مستقلة شملت الوجه البحري ومصر الوسطى حتي الأشمونين جنوبا . 

الأسرة الرابعة والعشرون ( 730 - 715 ق.م ) :

لا يمكن فصل تاريخ إحدى الأسرتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين عن تاريخ الأخرى. وذلك أنه عندما غزا " بيعنخي" البلاد المصرية لم يكن يحكمها ملك واحد بعينه بل كان فيها عدة ملوك وأمراء. 

والواقع أن أول ملوك الأسرة الرابعة والعشرين لم يبتدئ حكمه بوصفه ملكا علي جزء من مصر إلا بعد فتح "بيعنخي "البلاد وذلك ان" تفنحت" الذي يعد أول ملوك هذه الأسرة لم يكن ملكا على" سايس" بل كان يحمل لقب الأمير الوراثي والحاكم العظيم لبلدة " نترت تفنخت " .

  • الملك تف نخت : 

هو حاكم مقاطعه صا الحجر في غرب الدلتا الذي ادعى أنه أحق بالملك. فحارب ملوك تل بسطه وأسس أسرة ملكية جديده، وتلقب بالألقاب الملكية. وقد تمكن من إخضاع بقية أقاليم غربي الدلتا لحكمه، ثم اتجه إلى إقليم شرق الدلتا وصمم على إعادة وحدة البلاد إلي ما كانت عليه من قبل، واتجه إلى مصر الوسطى لكن المنية عاجلته. 

  • الملك باك - ن - رنف (بوخوريس) :

تولي الحكم خلفا لأبيه ، ويرى البعض من المؤرخين أنه المؤسس الحقيقي لهذه الأسرة، إلا أن المعلومات المتوافرة عن هذا الملك قليلة وغير كافية ولا تعدو سوي لوحا من الحجر وجد بالسرابيوم يرجع تاريخه إلى السنة السادسة من حكمه أقيم عندما كان يحتفل بدفن ثور أبيس في هذه المقبرة الخاصة بالعجول، وقد ذكره مانيتون باسم بوخوريس ووصفه بأنه كان مشرعا كبيراً لكن نهايته كانت أليمة ، إذ أحرقه " شباكا " . ويعتبر من اواخر الملوك المصريين والذى وضع قانون باسمه يسمى قانون باخوريس 

وخلال عهده التقي بجيوش بعنخي الذي جاء من نباتا على رأس قواته لتخليص البلاد مما تردت فيه من سوء أحوال، وانتهي الصراع بانتصار جيوشه، وتأسيس الأسرة الخامسة والعشرين التي يعتبر الكثير من المؤرخين عهدها بداية عصر جديد في تاريخ مصر. 

الأسرة الخامسة والعشرون (760- 656 ق.م ) :

  • الملك بعنخي : 

يعد بعنخي ثالث ملوك الأسرة النوبية التي اتخذت من نباتا عاصمة لها. وكان زعماء هذه الأسرة علي علاقة طيبة بكهنة الإله آمون في طيبة بمصر العليا، ونظراً لأنهم يدينون بنفس المذهب الديني؛ فقد كانوا يرنون بأبصارهم إلي طيبة ، ويتابعون تطور الأحداث في مصر وفي نفس الوقت كانت الأمور قد استقرت لملوك الأسرة الرابعة والعشرين في الأجزاء الشمالية من البلاد. وقد هال بعنخي ما وصلت إليه الأحوال من اضمحلال سياسي وتطاحن بين حكام أقاليمها. وخرج علي رأس جيشه قاصداً طيبة ؛ حيث استقبله كهنتها وحكامها بالترحاب. ثم ما لبث أن واصل زحفه إلي الدلتا فاستولي على منف، والتقي بحاكم مقاطعة صا الحجر ( تف نخت) الذي كان قد تلقب بالألقاب الملكية وهزمه. وتمكن بذلك من تأسيس الأسرة الخامسة والعشرين من التاريخ المصري القديم. 

وقد سجل انتصاره على لوحة كبيرة من حجر الجرانيت الأحمر. أقامها في معبد آمون بجبل برقل بالعاصمة نباتا، وذلك بعد أن عاد إليها واطمئن إلي ما أظهره حكام المقاطعات وغيرهم من ولاءٍ له. لكن سرعان ما عاد حاكم صا الحجر إلي بسط نفوذه، هو وولي عهده علي مناطق مصر الشمالية غير مُبالٍ بهذا الملك النوبي الذي لم يهتم بما حدث ويبدو أنه كان قانعا بما يسوط طيبه في هدوء .

الأسرة السادسة والعشرون ( 663 - 525 ق.م ) :

لم تساعدنا النصوص المصرية على معرفة كيف انتهت السيادة الأشورية على مصر ، لكن اغلب الظن أن المصريين لم يقدموا على تسجيل سنوات هذه السيادة الأجنبية. ومن ناحية أخرى لم يستطع المؤرخون أن يجدوا سببا واضحا لجلائهم عن مصر إلا أنه مما لا جدال فيه أن بعد المسافات بين آشور ومصر في ذلك الوقت كانت سبباً رئيسياً لجلائهم، فالجيوش كانت تعتمد على مشاه الأقدام ، وهو ما كان يمثل عقبه رئيسيه أمام القوات الآشورية رغم قوتها، وأسلحتها القوية ، وحسن تنظيمها. علي حين اعتمدت جيوش الإسكندر الأكبر على قوة الخيالة التي لم تكن متوفرة بشكل موسع لدي الأشوريين

ولذلك لم يكن بقاء القوات الآشورية في مصر أمرا سهلاً خصوصا مع تزايد أعداد السكان المصريين، وفي الوقت نفسه انشغل آشور بانيبال بإصلاحاته الداخلية فلم يفكر في العودة إلى مصر ، كما أن حلفائه انشغلوا بدورهم في التصدي للقوى الخارجية التي كانت تهدد إمبراطورتيهم من جهة الغرب ، ولذا استطاع بسمتك عندما سمحت له الظروف ان يعلن نفسه ملكا على مصر . 

  • الملك بسماتك الأول :

هو مؤسس الأسرة السادسة والعشرين التي بدأت عهدا جديداً في علاقات مصر بالخارج . إذا أنها أخذت تتجه إلي إحضار الجند المرتزقة من اليونان ، ومن المحتمل أن ملك ليديا قد أرسل جنودا من الأيونيين لمساعدة بسماتيك علي توطيد سلطانه. ويرى بعض المؤرخين انهم هم الذين ذكرهم هيرودوت بأنهم يلبسون دروعا ثقيلة من البرونز . 

وقد استطاع هذا الملك أن يثأر لنفسه من رفقائه الأقدمين ، وأن يعيد لحسابه وحده البلاد مستعيناً بهذا الجيش الأجنبي . ويبدو أنه وقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه الرعامسة من قبل مع فارق بسيط هو أن المرتزقة في عهد الرعامسة كانوا من عناصر ليبية ونوبية ، كانت عناصر الإغريقية وعناصر البحر المتوسط هي الغالبة في عهد بسماتك. 

الأسرة السابعة والعشرون ( 525 - 415 ق.م ) :

  • الملك قمبيز الثاني : 

يعد الملك قمبيز هذا الملك الفارسي رابع ملوك الأسرة الأخمينية في فارس ، واعتبره مانيتون مؤسسا الأسرة السابعة والعشرين الفارسية التي حكمت مصر ، ولأول مرة في التاريخ تُحكم مصر من خارج حدودها ، وتُصبح ولاية تابعة للنفوذ الأجنبي ، وذلك بعد أن انتصر في موقعة بلوزيوم 525 ق.م ، وبعد أن سيطر على العاصمة منف . ولم يوفق هذا الملك بعد ذلك في إحراز أي نصر آخر . فقد فشلت حملاته ضد القرطاجيين والإثيوبيين ، وكذلك تلك التي أرسلها لكي تعبر الصحراء إلي واحة سيوة، ولا غرابة إذا كان قد أدى به هذا الفشل المتتابع إلي الجنون ، وانعكس ذلك علي حكمه فى مصر ، ولذا قرر العودة إلى فارس وعين واليا من قبله على مصر وكان يدعي أرياندس، لكنه لم تكتب له سلامة العودة إذ توفي أثناء وجوده في سوريا عام 522 ق.م وهكذا تمكن من إقامة إمبراطورية واسعة الأطراف ، وأصبح أقوي حاكم عرفة العالم في ذلك الوقت . 

الأسرة الثامنة والعشرون ( 404 - 398 ق.م ) :

أول عملة مصرية قديمة عملة الملك تاخوس ،الأسرة الثامنة والعشرون
أول عملة مصرية قديمة عملة الملك تاخوس

  • الملك آمون حر : 

هكذا تمكن قائد الثورة من تخليص مصر من الاحتلال الفارسي، وأعلن نفسه ملكا علي البلاد وأصبح المؤسس للأسرة الثامنة والعشرون ، وجعل مقرها في مدينة صان الحجر ( سايس) واعتبره المصريون مخلص مصر الطغاة، وقد ورد اسمه لدي كتاب اليونان ، ولكن لم تصلنا من عهده أيه آثار سوي إحدى البرديات الآرامية التي عثر عليها في الفنتين، وهي مؤرخة بالسنة الخامسة من حكمة . لكنه لم يعمر طويلا وبموته انتقل العرش إلي بيت آخر أطلق مانيتون علي ملوكه اسم الأسرة التاسعة والعشرين . 

الأسرة التاسعة والعشرون ( 398 - 378 ق.م ) :

  • الملك نفريتس الأول : 

لا نعرف حقيقة الصلة بين ملوك الأسرة السابقة وهذه الأسرة ، ولا تشير الوثائق إلي معارك أو قتال أدت إلي انتقال الملك من بيت إلي آخر ، وربما كان مؤسس هذه الأسرة وهو " نايف - عاو - رود " ( نفريتس ) أحد زملاء الملك آمون - حر . وقد جعل من مدينة مندس عاصمة البلاد . وكان من أهم أعماله تحالفه مع اسبرطة ضد الفرس إذ أرسل عونا لحلفائه مكونا من القمح ، وكل ما يكفى من الأخشاب لإنشاء مائة سفينة . إلا أن هذه السفن قد تحطمت أثناء القتال الذي شب بين اسبرطة وأثينا مما اضطر هذا الملك إلي الاتجاه للإصلاحات الداخلية وعدم توريط بلاده في الصراعات الخارجية . 

الأسرة الثلاثون ( 378 - 341 ق.م ) :

  • الملك نخت نبف الأول ( نختنبو ) : 

هو أحد حكام سمنود ( في وسط الدلتا ) الذي تمكن من القضاء علي القلاقل التي سادت البلاد ، ويذكر بعض مؤرخي اليونان ، ومنهم : ديودورس أن هذا الملك قد حارب الفرس وهزمهم ولكن حروبه هذه لم تكن خارج مصر بل اقتصرت على حدودها رغم انه قد ذكر في نقوشه التذكارية قائمة ببلدان أجنبية قد اخضعها. لكن هذه النقوش لا يمكن الأخذ بها لأننا نعلم أن الفرس بعد أن هزموا ملك قبرص وجدوا الفرصة سانحة للانتقام من مصر فتقدموا إليها، إلا ان نخت نبف أغلق مصبات النيل السبعة ، وأقام التحصينات اللازمة امامها كما حصن بلوزيوم إلي درجة كبيرة، ومع ذلك تمكن الفرس من التقدم ، وفي هذا الوقت حل الفيضان فشجع المصريين على المقاومة ، وانتصروا علي الفرس الذين رجعوا إلي بلادهم بعد هذه الهزيمة . 

وكان من نتيجة هذا الانتصار أن سادت البلاد حالة من الاستقرار مكنت هذا الملك من القيام ببعض الإصلاحات، وقد عثر على آثار نشاطه المعماري في تل بسطه ومنف وابيدوس وقفط والأقصر وإدفو وفيله ، كما اتضح من الكشوفات الحديثة في الأقصر أن الطريق الممتد بين معبد الأقصر ومعبد الكرنك والذي تحيط به تماثيل ابو الهول يرجع إلي عهد هذا الملك. 

وعند نهاية حكمه أشرك ابنه جد حر ( تيوس) معه في حكم البلاد ، ومات نخت نبف عام 363 ق.م ، ودفن في منف

 المصادر :

  1. سليم حسن ،  مصر القديمة ، الجزء 8 ، نهاية عصر الرعامسة وقيام دولة الكهنة بطيبة
  2. سليم حسن ، مصر القديمة، الجزء 9 ، نهاية الأسرة الواحدة والعشرين وحكم دولة اللوبيين لمصر حتي بداية العهد الأثيوبي ولمحة فى تاريخ العبرانيين 
  3. سليم حسن ، مصر القديمة ، الجزء 10 ، تاريخ السودان المقارن إلي أوائل عهد بيعنخي
  4. سليم حسن ، مصر القديمة ، الجزء 11 ، تاريخ مصر والسودان 
  5. سليم حسن ، مصر القديمة ، الجزء 12 ، في عهد النهضة المصرية ولمحة في تاريخ الإغريق
  6. احمد فخري ، مصر الفرعونية 
  7. فتحي عفيفي بدوى ، السيد محمد عمار ، تاريخ مصر القديم . 

reaction:
Ancient Egypt
Ancient Egypt
عبدالرحمن محمد توفيق ، باحث ماجستير فى الديانة المصرية القديمة ونصوص العالم الأخر ، مرشد سياحى وعاشق لتاريخ وحضارة مصر القديمة ، أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن ما نًقدمه ينال رضاء حضراتكم

تعليقات

6 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق