القائمة الرئيسية

الصفحات

مقبرة رمسيس الخامس والسادس بوادى الملوك مكتبة الأدب الدينى

 مقبرة رمسيس الخامس والسادس بوادى الملوك مكتبة الأدب الديني



تقع هذه المقبرة فوق مقبرة توت عنخ آمون وتعتبر من أكبر المقابر الملكية في الوادي، إذ تخترق صخر الجبل بعمق يصل الى 93 متراً وكانت المقبرة مخصصة أصلاً للملك رمسيس الخامس الذي يوجد اسمه مسجلاً على الجزء الأمامي منها، ثم اغتصبها بعد ذلك الملك رمسيس السادس وأكمل الجزء الأخير منها وقد اطلق عليه أعضاء الحمله الفرنسية في الاعوام 1799 - 1801م مقبرة تقمص الروح وذلك لاعتقادهم بوجود منظر خاص بتقص الروح بداخلها.

مقبرة رمسيس الخامس والسادس بوادى الملوك
مدخل مقبرة رمسيس الخامس والسادس 


كما تشير النصوص القبطية الموجودة على جدران المقبرة إلى وجود مجموعة من المسيحيين الذين أقاموا أغلب الظن داخل هذه المقبرة في القرون الأولى الميلادية.
كما اطلق علماء الأنجليز على مقبرة رمسيس السادس أسم مقبرة ممنون مقلدين بذلك الزوار الإغريق الذين أطلقوا من قبل أسم ممنون على مقبرة الملك أمنحتب الثالث، ولعل السبب هو أن أسم التتويج للملك رمسيس السادس يشتمل على لقب (نب ماعت رع) هو نفس الأسم الذي اتخذ من قبل أعظم ملوك مصر الملك أمنحتب الثالث، كما يلاحظ وجود العديد من النصوص الجرافيتية التي سجلها الزوار الإغريق، مما قد يشير إلى أن المقبرة كانت مفتوحة ومعرفة أيام حكم الإغريق لمصر.

تتميز هذه المقبرة بأن جدرانها تعتبر مسرحاً كاملاً للنصوص الدينية فهي عبارة عن مكتبة كبيرة للأدب الديني و هي النصوص التي تناقش بالكلمة والصورة الحياة والموت وبعث إله الشمس رع. فقد سجل على جدرانها أغلب الكتب الدينية التي كانت معروفة من قبل مثل كتاب الامى دوات، كتاب البوابات، وكتاب الموتى، والأناشيد الشمسية المختلفة، قصهةهلاك البشرية ثم كتاب الكهوف الذي ظهر من قبل على جدران الأوزيريون وهوالقبر الرمزى للملك سيتى الأول بأبيدوس وكتاب الليل والنهار، وقد سجل كتاب النهار هنا للمرة الأولى بهذه الصورة الفلكية، كذلك كتاب الأرض المعروف بأسم " أكر".

مقبرة رمسيس الخامس والسادس بوادى الملوك
تخطيط مقبرة رمسيس السادس من A~I



الوصف والطرز المعمارية للمقبرة:



تم تقسيم المقبرة والمناظر من الأحرف I إلى A :

تبدأ هذه المقبرة بالمداخل يليه ثلاثة ممرات اي A ,B, C ثم حجرة صغيرة D فقاعة ذات أربعة أعمدة E ، كانت تمثل أغلب الظن حجره الدفن في عهد الملك رمسيس الخامس، وبعد ذلك نصل إلى إلى ممرين F ,G فحجرة صغيرة H وأخيراً نصل إلى حجرة دفن رمسيس السادس I التي تنتهي بحجرة صغيرة  دي J ولهذا يطلق على هذه المقبرة مجازا المقبرة المزدوجة. 


 وندخل المقبرة في فنشاهد بصعوبة على العتب العلوى المنظر المألوف في هذه المقبرة والذي يمثل قرص الشمس وبداخله كلاً من جعران "خبر" والأله أتوم برأس الكبش وعلى كتفي الباب نؤى أسماء رمسيس السادس الذي اغتصبها من الملك رمسيس الخامس. ثم ندخل إلى الممر A فنشاهد علي يسار الداخل منظراً  يمثل رمسيس الخامس ثم اغتصبه رمسيس السادس وأحدث به بعض التعديلات التعديلات اللازمة والملك هنا أمام رع حور آختي وأوزير ثم نصوص ومناظر الفصل الأول والثاني من كتاب البوابات.


أما على يمين الداخل فهنالك منظر يمثل رمسيس السادس يطلق البخور أمام رع حور آختي أوزير ثم مناظر ونصوص الفصل الأول من كتاب الكهوف، وقد ظهرت صوره كاملة لهذا الكتاب على جدران القبر الرمزي للملك سيتي الأول المعروف بأسم الأوزوريون بأبيدوس، وقد أمر الملك مرنبتاح بتسجيلها هناك، ثم ذكرت نصوص ومناظر هذا الكتاب أيضاً على جدران مقبرة الملكة تاوسرت زوجة الملك سيتي الثاني، وتتميز مناظر هذا الكتاب بأشكال بيضاوية يُحتمل أن تكون توابيت بداخلها بعض الآلهة والمكرمون من الموتى.

نصل بعد ذلك إلى الممر B فنشاهد العتب العلوى الشمس المجنح وسوف يتكرر هذا المنظر كثيراً على الأعتاب الخارجية للممرات فنجد على يسار الداخل مناظر تمثل الفصل الثالث من كتاب البوابات ثم الفصل الرابع والخامس من نفس الكتاب، وهنا نشاهد المنظر الشهير المعروف بقاعة أوزير الذي رأيناه من قبل في مقبرة حور محب وهو المنظر الذي اعتقد أعضاء البعثة الفرنسية أنه خاص بتناسخ وتقمص الروح.

 فإذا انتقلنا لمشاهدة المناظر الموجودة على يمين الداخل فسوف نرى المناظر والنصوص الفصل الثاني وبداية الفصل الثالث من كتاب الكهوف، ثم نصل إلى الممر C ونتابع على يسار الداخل المنظر والنصوص الخاصة بالفصلين السادس والسابع من كتاب البوابات، كذلك توجد نصوص من قصة هلاك البشرية مسجلة على جدران كوة صغيرة قبل نهاية الممر.

 وقد سجل على الجدار المقابل في نفس الممر نصوص ومناظر الفصل الثالث من كتاب الكهوف ومقدمة الفصل الخامس ثم الفصل الرابع من نفس الكتاب بعد ذلك نصل الي حجره مربعة صغيرة D ويوجد على جدرانها الفصلان الثامن والتاسع من كتاب البوابات والفصل الخامس من كتاب الكهوف.


مناظرالصالة :


ندخل الان للصاله ذات أربعة أعمدة أي في صفين، وقد غطيت سطوح أعمدتها الأربعة بالمناظر المعتادة التي تمثل الملك في علاقته المختلفة مع كل من الإله خنسو و آمون رع برأس الكبش والإلهة مرت سجر بمعنى "حب الصمت" وتقيم في قمة الجبل بمدينة الموتى.


 ثم يقدم الملك ماء التطهير إلى الإله بتاح سكر أوزير، ثم يقدم البخور الى بتاح في مقصورته ويطلق البخور أمام رع حور آختي ثم هناك منظر للآله جحوتي برأس أبي منجل. أما على جدران هذه القاعة فقد سجلت على النصف الأمامي منها نصوص الفصل العاشر والحادي عشر والثاني عشر من كتاب البوابات ومميز الفصل الثاني عشر من كتاب البوابات. ويميز الفصل الثانى عشر من كتاب البوابات الذي يمثل الإله "نون" وهو يخرج من المياه الاولية، رافعاً مركب الشمس، يتوسط المركب جعران يمثل الإله خبر الذي يمثل بدوره المولد الجديد للشمس،  ومعه مجموعة من الآلهة قد تمثل البحارة، الذين يشرفون على سير المراكب وتستقبل نوت إلهة السماء الشمس المقبله عليها، وما ونرى تاج على رأس الإله أوزير رب العالم الآخر. أما إيزيس ونفتيس فقد صور كل منهما في صورة ثعبان في أعلى وأسفل المنظر. هذا المنظر يمثل الفصل الأخير من كتاب البوابات نجدها على يسار الداخل، أما على يمين الداخل فهناك نصوص الفصل السادس من كتاب الكهوف. مناظر الجزء الخلفي من القاعة E تمثل رمسيس السادس يقوم بالتطهير وإطلاق البخور أمام الإله أوزير.


مناظر سقف الحجرة:


 مشاهد على سقف الممرين C,D و سقف الحجرة في المنظر الجميل الذي يمثل الإلهة نوت ربة السماء منحنية على الأرض، وقد سجلت بين يديها ورجليها النصوص الخاصة بكتاب النهار والليل وتوجد منه نسختين في هذه المقبرة، أحدهما سالفة الذكر والثانية مسجلة على سقف غرفة الدفن والمنظر يوضح أعتقاد المصري القديم الذي تخيل أن السماء ممثلة في الآلهة نوت التي تلد صباح كل يوم الشمس ثم تبتلعها في المساء، وفي خلال النهار تسبح الشمس في زورقها داخل جسد الألهة نوت فى البحر السماوي. أما في المساء فتظهر النجوم التي لا تفنى لكي تضئ عالم الأموات الموجود أيضاً داخل الجسد الألهة نوت التي تصور لنا قصة الليل والنهار.

كذلك نشاهد الصالة E على جانبي الممر بين الأعمدة منظراً على اليسار يمثل الألهة نخبت فى صورة ثعبان كبير وجزءاً من كتاب لامى دوات يسجل الساعة الأولى، وأسفل نخبت هناك ثعبان آخر يمثل الألهة نيت. أما على اليمين فهناك منظر يمثل الألهة مرت سجر في صورة ثعبان ضخم وبداية الساعة السادسة من كتاب الامى داوات، وأسفل مرت سجر صورة الألهة سرقت في صورة ثعبان أيضاً.

نهبط الآن إلى الممر F وقد سجلت على جدرانه نصوص ومناظر من كتاب الامى دوات فهناك على اليسار نشاهد الساعه الأولى والثانية وجزء من الساعة الثالثة، أما على اليمين فنتتبع الساعتين السادسة والسابعة وجزءاً من الثامنة، ويتميز سقف هذا الممر بمناظر تمثل مراكب الأله الشمس رع و نصوص من كتاب النهار والليل، بعد ذلك نصل إلى الممر G وهو مملوء أيضاً بنصوص ومناظر من كتاب الامى داوت، فالساعة الرابعة والخامسة نراها على اليسار، والساعات من الثامنة حتى الحادية عشر مصورة على اليمين، أما السقف فيتميز بمناظر طالسمية، ثم ندخل حجرة صغيرة H سجل على جدرانها نصوص ومناظر من كتاب الموتى، ومنظر يمثل الملك رمسيس السادس أمام الألهة السحر والقوة الخفية "حكاوو"، ثم وهو يتعبد أمام بركتين مربعتين وبعض القرود، ثم وهو يتعبد للآلهة ماعت. أما السقف فقد سجلت عليه مناظر تظهر ما تخليه المصري بالنسبة لبعث الأله أوزير.

مقبرة رمسيس الخامس والسادس بوادى الملوك
حجرة دفن الملك رمسيس السادس 



حجرة الدفن:

وأخيراً نصل إلى غرفة دفن الملك رمسيس السادس I والتي تحتوي في وسطها التابوت الجرانيتى الكبير، وكان بها أربعة أعمدة غطيت سطوحها بمناظر تمثل الملك في علاقاته المختلفة مع الآلهة والآلهات، فنرى رمسيس السادس يقدم صورة الألهة ماعت إلى الإله بتاح سكر برأس الصقر، ثم وهو أمام أنوبيس،حيث قدم الدهان للألهة مرت سجر، ثم أمام الأله أوزير وأخيراً يقدم صورة ماعت للإله بتاح داخل ناووسه.

ويتميز سقف هذه الحجة بالمناظر الفلكية التي تصور الألهة نوت في صورة إمرأة منحنية وقد سجلت داخل جسدها مناظر و نصوص من كتاب الليل على النصف الشمالي ونصوص ومناظر من كتاب النهار على النصف الجنوبي من سقف الحجرة.

كما سجلت على جدران حجرة الدفن مناظر ونصوص دينية مختلفة ولعل الجديد هنا هو تسجيل كتاب " آكر" بمعنى الأرض هو الكتاب المميز بالمنظر الشهير الذي يرمز الى أسد راقد برأسين في اتجاهين عكسيين أحدهما يمثل الغرب (الأمس) على اليمين والآخر يمثل الشرق (اليوم) على اليسار.

ويخرج في الوسط ذراعا الأله نوت،  إله المياه الأزلية وهم ممدودتان لأستقبال قرص الشمس، ونشاهد على يمين الذراعين ثلاثة مومياوات واقفة يتقدمها الأله "تاتنن" الذي قد يشير في رأي "شوت" إلى الأرض الأزلية ليستقبل هنا مركب الشمس الذي يهبط في عالم الغرب.

و مركب الشمس هنا يتوسطه الإله خبر برأس كبش ويتعبد إليه يميناً روح أتوم ويساراً روح خبري، كل منهما بشكل طائر "البا" برأس إنسانية، ويلاحظ هنا أن مركب الشمس يسير على خط مستقيم يوضح مسارها و حتى يقبض المركب الى المياه الأزلية "نون" يجد إله الأرض "تاتنن" في استقباله ثم يتركه يسير في أعماق الأرض حتى يصل ثانية إلى الإله "نون" الذى يدفعه ليبدأ يوماً جديداً ويلاحظ أن مركب الشمس الخاصة بالأمس يسحبها سبعة من طيور "البا" برؤوس أنسانية، ونرى بداخلها كلاً من إله الشمس وأمامه خبرى، وخلفه حورس قائد المركب.

نشاهد علي يسار الذراعين الممدودتين ثلاث مومياوات واقفة يتقدمها الإله نون إله المياه الأزلية الذي يدفع مركب الشمس الصباح، ثم ثعباناً من نوع الكوبرا برؤوس إنسانية وأذرع آدمية تسحب مركب شمس اليوم الجديد.

هذه المناظر من نجدها على يمين الداخل فى حجرة الدفن، كما نشاهد منظراً غريباً لتمساح مع إله في شكل مومياء، وتنتهي حجرة الدفن بحجرة صغيرة I يتميز جدارها الخلفي بالمنظر الشهير للأله "نون" وهو يحمل مركب الشمس وهذا المنظر يمثل الفصل الثاني عشر من كتاب البوابات.

المصادر:

1- A

2- B

3- C

4- D

5- E


reaction:
Ancient Egypt
Ancient Egypt
عبدالرحمن محمد توفيق ، باحث ماجستير فى الديانة المصرية القديمة ونصوص العالم الأخر ، مرشد سياحى وعاشق لتاريخ وحضارة مصر القديمة ، أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن ما نًقدمه ينال رضاء حضراتكم

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق