القائمة الرئيسية

الصفحات

بطليموس الخامس " إبيفانس " بقلم / أمل محمد شرف

 بطليموس الخامس " إبيفانس " بقلم / أمل محمد شرف 

بطليموس الخامس " إبيفانس " بقلم / أمل محمد شرف
اسم الملك بطليموس الخامس

بعد  وفاة الملك الفاسق الذي عُرِفَ بالمجون بطليموس الرابع " فيلوياتور " في عام 205 ق.م تولي العرش طفلآ لم يتجاوز الخامسة من عُمره و يُسمى بطليموس الخامس والذي سيطلق عليه عند بلوغه سن الرشد أسم ابيفانس أي ( الظاهر ) ، ومن الطبيعي أن يكون هناك واصى علي هذا الطفل و كانت أمه الملكة ( أرسنوى الثالثة ) ولكن إذا تمكنت الملكة من السيطرة على القصر من خلال الوصاية علي أبنها لا يبقى اي سيطره من قِبل سوسيبيوس وأجانو كليس لذلك قرروا التخلص من الملكة نهائياً لمنع أحتمال قيام مثل هذا الموقف لذلك قرروا التخلص منها في الحال لذلك لم يُعلنوا وفاة الملك ودبروا مؤامرة أدت إلى قتل الملكة داخل القصر ثم زيفا وصية الملك بتعيينهما وصيين علي الملك الطفل .

و يوضح لنا المؤرخ بوليبيوس خطة سوسيبيوس و أجاثوكليس ، في يوم معين جمعا الجنود و رجال الحاشية والمواطنين أمام القصر الملكي وأعلنا وفاة الملك و الملكة معآ ثم قرئت الوصية المُزيفة مُعلنة تعيينهما وصيين علي الملك الطفل بطليموس الخامس . 

ولكن هذه الخطه لم تمر مِراء السلام علي الحاضرين وبدأت همسات الأستنكاريين الجميع ، حاول الأوصياء علي الملك بعد ذلك كسب تأييد جنود القصر الذي تعتمد عليهم السلطه لذلك قاموا بتوزيع راتب شهرين علي الجنود الذين قاموا بحلف اليمين المألوف في مثل هذه المناسبات. وقد عينوا في نفس الوقت أصدقائهم و أقاربهم في في المناصب الرئيسية في الدولة ، ولكن الشعور العام قد بلغ مداه من بعض و كراهية بسبب هؤلاء المجموعة الفاسدة المُتلاعبة بالقصر و الدولة من أجل مصالحهم الشخصية . 

ثورة بلوزيوم : 

ونتيجة لكل هذه الأحداث وجدت العامة لهم زعيمآ يثقوا فيه فالتفوا حوله و هو القائد حامية بلوزيوم المسمي ب ( أتليبوليموس ) الذي أعلن الثورة في بلوزيوم في البداية . وعندنا انضمت إليه حامية الأسكندرية سار إليها وسط ثورة الشعب و تأييده له ، وفي هذه الثورة تم إلقاء القبض علي أجاثوكليس وأخته و أمه و قتلوهم جميعآ بينما سوسيبيوس كان قد مات من قبل ثم أعلن أتليبوليموس وصيآ علي الملك الطفل . 

حفل تتويج بطليموس الخامس الخامس : 

تم هذا الحفل في منف وكان هذا الإحتفال هو أول مره نجد فيها ملكآ من ملوك البطالة يتوج نفسه علي الطريقة المصرية ، والذي فكر في هذا الحفل هو " أريستوفيس " حيث رأى أنه من الحكمه و الخير بنسبة لهُ إعلان بلوغ الملك الطفل سن الرشد وهذا كان بنية تخليص الملك من وصاية الرومان الذين كانوا يدعون بها علي بطليموس .

كانت سياسة ملوك البطالمة من البداية حتي عهد بطليموس الخامس تعتمد علي الخفاء حيث جعلوا رجال الدين مُتكلين علي العرش دائما ، حيث كان رجال الدين هم الممثلين الحقيقيين لكل طبقات الشعب وأيضاً لهم تأثير واضح وفعال علي عقول أفراد الشعب ولذلك رأي البطالمة أنهم في حاجه ماسه إلي مساعده رجال الدين ، منذ العام الأول من تولية بطليموس الخامس أرسلت جنود من طيبة إلي " كوم امبو " في مصر العليا ، حيث ظهر لنا بطلين مصريين كما ذكرت لنا الوثائق ، وأولهم الملك " حرمخبس " وقد أسس مملكة في إقليم طيبة وبعد وفاته خَلفهُ علي عرشها الثاني و كان يُدعى " عنخمخيس " 

وكلآ من هؤلاء الأبطال حمل الألقاب المصرية القديمة و قاموا بهذه الثورة ، فكانت ثورة عارمة ولكن هناك مؤرخين يريدون التحقير بهذه الثورة فقالوا أنهم ملكين صغار وأنهم من أصل نوبي وايضاً تَدُل شواهد أنه كان هناك علاقات سرية بين هذين الملكين و رجال الدين في طيبة ، ولذلك سبب تفضيل ملوك البطالمة رجال الدين في منف علي لهذا السبب زادت نار الحقد و الكراهية في صدورهم . أن هذا الملك قد أهتم بالحيوان المقدس و عبادة الآلهة ، أكثر مما عملة أجداده حيث عمل طيبات كثيرة العجل" أبييس " والعجل " منيفيس " وأهتم بأحوالهم في كل لحظة . وقد أعتاد تقديم القرابين مثل قربان المحروق و الشراب و أيضاً أحضر كل ما يتطلب من أجل معابدهم ، فقد زين بيت سكن من أجل أبيس الحي ووضع فيه فضه و غلة كثيرة و زين جلالتة بشغل ممتاز وترك أبيس الحي يشرق فيه .

ولذلك أعطتة الآلهة و الآلهات القوة و السلطان و الصحة و الحياة .

- عزم الكهنة علي تمجيد الملك و أجداده حيث ذهب إلي قلب كهنة جميع المعابد الوجة القبلي والبحري . 

- بطليموس العرائش ابديآ محبوب بتاح الإله الظاهر ، يجب عليهم إقامة مجموعة تماثيل للملك و الألهه المحليين في كل المعابد وتمجيدها . 

مصر تفقد إمبراطوريتها : 

في هذه الظروف الصعبة لم يكن أتليبولميوس بالشخصية التي تَصلُح للأخذ بمقاليد الحكم فقد كان ضعيفآ و به جنوح من الغرور وحب المجون ثم ما لبث أن عُزِلَ من مركزه و ذلك بسبب اشتداد الوضع الخارجي فتولى بعدهُ أرستومينس ومع كل هذا كان الرد الطبيعي أن تستغل الدول الأجنبية الموقف في مصر و تنقض علي ممتلكاتها الخارجية وأن يوسع كل منهما دولتة علي حساب الإمبراطورية المصرية   ، فاتفق كلآ من ملك سوريا السلوقية " انيتوخس الثالث " و ملك مقدونيا " فليب الخامس  " علي هذا التوزيع . 

الحرب السورية الخامسة : 

وبعد الظروف التي مرت بها البلاد استطاع أنتيوخس الثالث أن يسيطر علي سوريا الجنوبية ومعها فينيقيا واخد يزحف جنوبآ حتي أسطتاع أسقاط غزة في يدهُ (201-202) ، وفي هذا الوقت كان أرستومينس قد عين وصيآ علي الملك الطفل ، وغير أيضاً القيادة علي الحدود حيث عين أسكوباس الذي بذل مجهودآ عظيم كي يثبت أنهُ مازال في الدولة بقية من طاقه عسكرية يتم الإعتماد عليها في الظروف الصعبة  ، وبالفعل أستطاع هذا القائد أن يسترد غزة ويطرد الجيش السوري من فلسطين ، ولكن حدثت معركة عند بانيون في شمال فلسطين وكانت بين أنتيوخس و أسكوباس وكانت هي المعركة الفاصلة بينهم و كان النصر حليف أنتيوخس في عام 200 ق.م و نتيجة لذلك أنتهت سيادة مصر علي سوريا الجنوبية نهائياً .

في روما : خرجت روما منتصرة من الحرب البونية الثانية في 202 ق.م  ، فبدأت تتطلع إلي الشرق لكي تُحدد علاقاتها مع ممتلكاتها المتصارعة خاصة وأن في أستطاعة هذه الممالك أن تُشكل خطرآ علي روما في بعض الظروف الصعبة ، حيث واجهت روما أصعب موقف في تاريخها حين حاصرها هانيبال ونصب خيمته علي مسافة ثلاث أميال من أسوارها ، لذلك قامت روما بأرسال مبعوث إلي الممالك الشرقية لكي تتعرف علي الوضع هناك ، وكان الرد أن الوضع مُزعزع إلي حدآ ما و بمجرد أنتهاء الحروب البونية الثانية  ، فحضروفد روماني إلي مصر برئاسة ماركوس ليبيدوس ، واستطاع أن يُروج إشاعة في بعض الدوائر الرومانية أنه عين وصياً  علي الملك المصري . وكان الغرض من هذه الإشاعة هو إيجاد ضمان لحماية عرش الملك المصري و ممتلكاته في الخارج .

الحالة الداخلية : 

قد أستمرت الثورات المصرية منذ عصر فيلوباتور و زاد من ضعف السلطة المركزية واضطرها إلي أن تتخذ مزيدآ من المظاهر المصرية كسبآ لود الشعب . أن هذا السلوك لم يكن يوحى من سياسة مقصودة وإنما نتيجة الضغط و الكراهية التي أظهرها الشعب تجاه الحكم الأجنبي . كان إعلان تتويج الملك علي حسب التقاليد المصرية القديمة في ممفيس وليس الأسكندرية كما كانت التقاليد هي هذا الوقت ، وكان هذا في أكتوبر عام 197ق.م حين أعلن تعيين أرستومينس مستشارآ للملك بدلآ من وصى  ، وكان هذا الحدث هو أول مظاهر التمصير  .

ولكن كل هذه المحاولات لم تُجدي أي فائدة ومازال المصريين مُستمرين في ثوراتهم ، ولكنهم أضطروا الي التسليم في صيف 197 بسبب الفيضان المرتفع الذي قد أضعف مركزهم وأعان جنود الملك علي إحكام الحصار علي الثوار، وقد عاملهم الملك و مستشاريه معامله وحشيه ونفذ فيهم الإعدام ، وكان ردآ علي هذه المعامله زيادة المقاومة وقيام الثورات من قِبَل المصريين . 

لم يتم القضاء النهائي علي قيام الثورات المصرية إلا في عام 185ق.م في الصعيد حيث إعلان طيبة إستقلالها ثم الدلتا في 183ق.م 

وكان من نتائج هذه الثورات :

- إلغاء بعض الضرائب  وتخفيض أخرى .

- صدر عفو شامل عن الجنود المصريين الذين أنضموا الي الثورات .

- زيادة ظهور المصريين في مناصب عُليا في الدولة والجيش .

وفي نهاية الحديث عن عصر هذا الملك الطفل بطليموس الخامس ( إبيفانس ) حينما بلغ السادسة عشرة عام (193 -192) ق .م فكر اوصيائهُ في أمر زواجه فقرروا أن يجعلوهُ زواج صفقة سياسية كي يُعوضون عجز ز ضعف الدولة في المجال السياسية الخارجية ، فاختاروا لهُ كليوباترا أبنة أنتيوخس الثالث حتي يسلموا من شر هذا الملك فلا يهاجمهم بعد أن أصبحت أبنتة تتربع علي عرش البلاد بأسم كليوباترا الأولي ، وبذلك أيضا يكونوا قد غيروا دماء الأسرة البطلمية المالكة بعد فترة دامت طويلآ من زواج الأخ والأخت . 

وفاته:

نهاية هذا الملك توفي إبيفانيس فجأة في عام 180ق.م مسمومآ فيما يبدوا  ، تاركآ وراءهُ ثلاث أبناء صِغار كان أكبرهم بطليموس السادس و الأصغر بطليموس الثامن  . 

المصادر:  

1 - عز سعد محمد سلطان ، مصر في العصر البطلمي .

2 - إبراهيم نصحي ، تاريخ مصر في عصر البطالمه . 

3- موسوعة مصر القديمة ، سليم حسن. ،ج 16 

reaction:
Ancient Egypt
Ancient Egypt
عبدالرحمن محمد توفيق ، باحث ماجستير فى الديانة المصرية القديمة ونصوص العالم الأخر ، مرشد سياحى وعاشق لتاريخ وحضارة مصر القديمة ، أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن ما نًقدمه ينال رضاء حضراتكم

تعليقات

10 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق