القائمة الرئيسية

الصفحات

بطليموس الثانى فيلادلفوس المحب لأخته

بطليموس الثانى فيلادلفوس " المحب لأخته "

بطليموس الثانى
بطليموس الثانى فيلادلفوس

حكمه :

حكم البلاد مت بين عامى 285 إلى 246 ق.م ، وقد ولد على جزيرة " قوس " عام 309 ق.م عندما كات بطليموس الأول بصحبة زوجته فى رحلته البحرية هناك . وقد نعم هذا الملك عندما كان طفلاً بحياة رغدة ، وقد قام والديه بتدليله ، وعندما بلغ سن الشباب قام والده بإحضار أفضل العلماء لتعليمه أبنه ، ولهذا فإن هذا الملك كان مهتماً جداً بالفلسفة وعلم الحيوان أكثر من إهتمامه بشئون الدولة،  وبالرغم من إنه كان يشبه أبيه ولكن كان لديه ميل شديد للسمنة، وكانت صحته على  غير ما يرام ، وعندما بلغ بطليموس الثانى سن الرابعة والعشرين قام بمشاركة والده من الحكم لمدة عامين ثم أصبح ملكاً منفرداً منذ عام 283 ق.م ، وكان محور إهتمامه هو زيادة قوة الإسكندرية،  وزيادة الرخاء فى مصر والإستمتاع بالحياة . كذلك فقد كان يستمتع بالإحتفالات العامة وكأن القصر الملكى يمتاز بتواجد رجال الفكر من العلماء والشعراء . وقد أستمر هذا الملك على نفس نهج أبيه ، فلم يستخدم المصريين فى الجيش بل إعتمد على المرتزقه من المقدونيين اليونانيين. 

الأصلاحات فى عهده :

وقد حول مصر إلى ماكينة لصنع النقود لكى يدفع أجر هؤلاء المرتزقة وكان وزير المالية ويسمى " أبولونيوس" قد قام بإعادة تنظيم مصر من الناحية المالية والإقتصادية فقام بإبعاد الموظفين غير الأمناء وغير الأكفاء وقام بمصادرة أملاكهم لصالح الدولة. 

وقد قام بإحضار الكثير من الإغريق لكى يتولوا الإدارة العليا فى تحصيل الضرائب ولتوسيع النظام الصناعى،  كذلك فقد قام بإحضار أنواع جديدة من الماشية والأغنام لتحسين السلالات المصرية ، وأحضر البذور والنباتات من آسيا وقام بتطوير نظام اللى والصرف وخاصة فى منطقة الفيوم والذى ذاد إنتاجها لدرجة كبيرة حتى تمكن من إطعام بلاد البحر المتوسط حتى شملت روما . كذلك فقد قام هذا الملك باتباع سياسة الإحتكار الصناعى ، فقد كانت المحاجر والمناجم ملكاً للملك ، كذلك صناعة المنسوجات والزيوت إحتكاراً ملكياً.

وقد فرض ضريبة على الإيجارات والمبيعات للماشية والعبيد وضريبة الرأس ، وأدخل نظام الرخص ، وعندما كان يريد أى فرد القيام بعمل كان عليه الحصول على ترخيص نظير رسم معين يدفع للدولة ، وبالطبع فإن هذا إستلزم كمية كبيرة من أوراق البردى ، قدرها بعض المؤرخين بحوالى 60 لفافة بردى كل عشرة أيام.

أحداث الحكم :

وقد قامت ثورة فى عهده على يد أخيه غير الشقيق " مجاس " حاكم ليبيا والذى حاول الإستقلال فيها عن مصر ، كذلك فقد حاول " مجاس" أن يغزو مصر ولكن بطليموس الثانى تمكن من القضاء على هذه الفكرة عن طريق الود والمحبه وذلك بأن عقد إتفاقاً بينه وبين "مجاس" بأن يقوم بطليموس الثانى بتزويج إبنه " بطليموس الثالث " من إبنة مجاس والتى تدعى " برنيقى" والتى ستصبح فيما بعد برنيقى الثانية.

وقد تزوج بطليموس الثانى مرتين كل زوجة منهما تسمى " أرسينوى" فكانت زوجته الأولى تسمى " أرسينوى " الأولى وكانت إبنة القائد المقدونى " ليسيماخوس،  وكان هذا الزواج بدون شك قد تم فى حياة هذا القائد عندما كام ليسيماخوس هو أقوى الملوك المقدونيين وقد إنجبت أرسينوى ثلاثة أبناء لبطليموس الثانى وهم ( بطليموس يوريجيتس "الخير "،  ليسيماخوس،  برنيقى ) . وقد كان لبطليموس الثانى أختاً تدعى " أرسينوى " وقد تزوجت من ليسيماخوس القائد المقدونى الشهير ، والذى كان يبلغ من العمر عندئذ 60 عام ، بينما كان عمر " أرسينوى " 17 عاماً فقط ، وقد كانت " أرسينوى " هذه تمتاز بصفات عديدة ليس من بينها الطيبة والأمانة،  وكانت بلا شك إمرأة ماكرة ، وقد تمكنت من السيطرة على زوجها تماماً وأنجبت منه ثلاثة أطفال ، وقد قرر أن يكون أحدهم هو خليفة أبيه على العرش ، ولهذا فقد تأمرت على " أجاثوكليز" أكبر أبناء " ليسيماخوس " من زوجته الأولى ، وكان الوريث الشرعى لأبيه فى مقدونيا ، وقد نجحت مؤامرة هذه الملكة عندما إتهم " أجاثوكليز " الإبن الملكى والمحبوب من قوات الجيش بالخيانة العظمى وأعُدم ، وعندئذ فرت أرملة " أجاثوكليز " وأطفاله إلى خارج البلاد.

وقد قتل ليسيماخوس فيما بعد فى عام 281 ق.م فى أحد المعارك الحربية ، وعندئذ تمكنت زوجة " ليسيماخوس " الأولى من إستعادة العرش بمعاونة أتباعها،  وعندئذ خافت أرسينوى وهربت خارج البلاد مع أبنائها الثلاثة . وفى تلك الأثناء كان " كارانوس " قد أصبح ملكاً على إحدى بلاد مقدونيا ، وقد تمكنت أرسينوى من إقناعه من الزواج منها ، وبذلك كانت أن تضمن الملك لأولادها،  ولكن " كارانوس " هو أخ غير شقيق لارسينوى قد أحس بقوتها فحاول التخلص منها ، ولكنها تمكنت من الهرب بعد أن فقدت إثنين من أولادها قتلهما كارانوس. 

وأخيراً وصلت " أرسينوى " إلى مصر ، وكانت تبلغ من العمر 40 عاماً وبمجرد إستقرارها فى الإسكندرية قررت التخلص من زوجة أخيها " بطليموس الثانى " ولهذا فقد دبرت مكيدة لزوجته " أرسينوى " الأولى وإتهمتها بالتآمر ضد زوجها مما أدى إلى نفى أرسينوى الأولى. وعندئذ وقع بطليموس الثانى فى حب أخته وتزوجها ، ولقبت ب " أرسينوى الثانية " وكانت أرسينوى الثانية أكبر من أخيها بعدة سنوات ، ومع هذا فقد ولع بها بطليموس الثانى وكرس حياته لخدمتها،  وعندما فشلت فى أن تنجب من أخيها الشقيق أخذت أطفال " أرسينوى الأولى " كأطفال لها وقامت بتربيتهم ورعايتهم،  وقد ظلت ملكة على البلاد لمدة سبع سنوات تمكنت فيها من السيطرة على مقاليد الأمور والحكم فى البلاد ، وقد أزدهرت البلاد فى عهدها أزدهاراً كبيراً .

وقد قال بعض اليونانيين القدماء أن زواج الأخ من أخته الشقيقة فسق كامل بينما رحب به المصريون وبعض المنافقين اليونانيين. وعلى أية حال فإنه بعد موت " أرسينوى الثانية " ، عاش بطليموس الثانى حابة من الحزن الشديد ولم يتزوج بعدها على الإطلاق . وقد إهتم بإنشاء كثير من المعابد لتكريمهما،  ومات عام 246 ق.م عندما كان يبلغ من العمر حوالى 60 عام بعد أن حكم البلاد حوالى 38 عاماً.

الظروف العالمية : 

يمكن تلخيص الظروف العالمية فى عصر بطليموس الثانى بالنقاط الآتية: 

-مقدونيا :

1- أرسينوى الثانية (أخت بطليموس الثانى ) أتهمت أجاثوكليز بمحاولة قتل أبيه لتنصيب أبنها الأكبر على العرش .

2- كبر ليسيماخوس وقُتل عام 281 ق.م فى حرب مع سلوقس

3- الصاعقة يقتل سلوقس ويتولى حكم اليونان ويقتل أبناء أرسينوى الثانية ويُقتل عام 279 ق.م ، وتولى جوناثاس حكم مقدونيا.

-الدولة السلوقية:

بلاد ما بين النهرين وأغلب الولايات الشرقية،  آسيا الصغرى - سوريا (ما عدا جوف سوريا ).

-الدولة البطلمية:

1- خرجت من الصراع بين خلفاء الإسكندر أكبر وأغنى دولة هلينستية.

2- السيطرة البحرية ( آسيا الصغرى ) وسواحل الشام وفينيقيا ( جوف سوريا ) ، وهذا يعارض السلوقيين واليونانيين(مجهود حربى بين مصر وبينهم ).

3- حرب بين فيلادلفيوس وأنطيوخس( 280- 279 ق.م ) .

4- صلح عام 279 ق.م .

-الحرب السورية الأولى: عام 275 ق.م

1- أنشغل أنطيوخس فى حروب فى آسيا.

2- غزا بطليموس سوريا (حتى دمشق ) .

3- رجع أنطيوخس وأحلى المصريين عن دمشق.

4- صلح عام 272 ق.م ، وأحتفاظ مصر بجوف سوريا وفينيقيا .


-الحرب السورية الثانية: عام 262 ق.م 

1- عام 262 وفاة أنطيوخس الأول وتولى أنطيوخس الثانى 

2- قيام الحرب السورية الثانية مع بطليموس الثانى فيلادلفيوس 

3- هزيمة الأسطول المصري 

4- أستيلاء أنطيوخس على فينيقيا شمالى صيدا ، صلح فى عام 255 ق.م وسيطرة أنطيوخس على جزء من الأماكن البحرية التى كانت تحت نفوذ مصر. 

5- زواج برنيقى أبنة بطليموس الثانى فيلادلفيوس من أنطيوخس الثانى ملك السلوقيين.

6- برنيقى فرنفوروس( صاحبة الصدق العظيم ) ، ومبلغ من المال + دخل جوف سوريا.

ولم يحسب حساب قيام حرب ومقتل أبنته وحفيده ( أوحسب ) والتدخل فى شئون سوريا. 

بطليموس الثانى فيلادلفوس
عملة بطليموس الثانى فيلادلفوس


السياسة الداخلية : 

قد يتبادر إلى الذهن أن سياسة بطليموس الثانى فيلادلفوس الخارجية والتى غلبت عليها الحروب حتى شملت عهده بأسره ، أن مصر فى هذا العصر كانت فر حالة حرب مستمرة وأن الروح العسكرية والحكم العسكرى هو طابع العصر . ولكن على العكس ، لم يشهد الحكم البطلمى بأسره الذى أمتد ثلاثة قرون كاملة ، حكماً أكثر بذخاً وأكثر دعة وأكثر إقبالاً على التنعم بأسباب الحضارة السليمة من حكم بطليموس الثانى . فكما ذكرنا من قبل لم يخرج هذا الملك على رأس جيشه فى أة من الحروب التى خاضها، وإنما كان يرسل جيوشه تحت قيادة أعوانه من القادة والضباط . وأقام هو فى الإسكندرية وكأنه فى معزل عن جيوشه المحاربة، ولسوف نتطرق للحديث عنها منفصلة وعن القصر الملكى والبذخ الذى كان يموج به وتموج به معه الإسكندرية. ويكفى أن نقرأ أشعار المعاصرين من أمثال فيوكريتوس و هيروزنداس و كاليماخس وغيرهم فى وصف الأعياد والأحتفالات الدينية والدنيوية فى الإسكندرية لنعرف مدى أنغماس الملك ومن حوله فى الترف واللهو وأسباب النعيم . ولقد أشتهر هذا الملك بالمجون إلى أبعد الحدود فلم يكتب بأن بدأ تقليداً " غريباً " على الأخلاق اليونانية وهو قبوله الزواج من أخته الشقيقة وإقصاء زوجته الأولى وأم أولاده ، بل عرف بأن له عدد من المحظيات مما يرشحه لأن يبارى أشهر رجال المجون فى التاريخ .

إلى جانب هذه الحياة الخاصة الماجنة، حرص فيلادلفوس على أن يحوط نفسه بكل مظاهر الأبهة والمجد فعمل على تجميل عاصمته الإسكندرية، حتى أن كثيراً من المبانى الكبرى التى عرفت بها المدينة فيما بعد ترجع إلى عصره وأهتم أهتماماً خاصاً بجلب كبار الشعراء والعلماء إلى دولته وجعلهم جميعاً أعضاء فى الموسيون والمكتبة التى أنشأها والده، خاصة وأنه كان هو نفسه متمتعاً بثلاثة عالية ، إذ كان والده قد عين له خيرة الأساتذة فى عصره ليشرفوا على تعليمه وتثقيفه.  

وفى عصره نمت مكتبة الإسكندرية نمواً كبيراً حتى أصبحت أكبر مكتبة فى العالم القديم بأسره. وتذكر لنا المصادر القديمة أن هذا الملك كان ولوعاً بالجغرافيا والتاريخ الطبيعى ، وحرص على تصيد أو إقتناء الحيوانات الغريبة من أفريقيا وآسيا . ولكن هذه الجوانب من شخصية فيلادلفوس لا تعطينا سوى فكرة ضئيلة عن عهد هذا الملك الذى شبهه بعض الكتاب بعهد لويس الرابع عشر فى فرنسا لأنه إذا كان بطليموس الأول قد وضع أساس الدولة البطلمية فأن بطليموس الثانى هو الذى أقام البناء ، فأن معظم نظم الحكم الداخلى أستكملت تكوينها فى عصره. 

فنظام الإدارة والأقتصاد والسياسة المدنية للدولة البطلمية يبدو لنا كاملاً ومعمولاً به لأول مرة فى عهده. هذه النظم المختلفة سوف نعرض لها فى نهاية الكلام عن الدولة البطلمية،  ولكن يكفى هنا أن نذكر أن نظام الموظفين ونظام الأراضي أستكما صورته فى عصره.

وفى مجال التجارة بجده خالف سياسة والده فى التجارة الحرة وطبق نظام الاحتكار الشديد . أما فى جانب السياسة الدينية فيمكن أن يقال أن بطليموس الثانى هة المؤسس الأعلى لعبادة الأسرة المالكة : فبمجرد وفاة والده أعلنت قداسته هو وزوجته برنيقة على أنه الإله المنقذ سوتير وألحق عبادته بعبادة الإسكندر الأكبر.  ولكنه لم يقف عند هذا الحد،  بل جعل العبادة الملكية تشمله هو وزوجته أرسنوى فى حياتهما،  تحت لقب مقدس جديد هو فلادلفوس أى المحب لأخته أو المحبة لأخيها، ولو أن الملكة أرسينوى أخته هى التى كانت مقصودة بذلك التشريف فى أول الأمر ومنذ ذلك التاريخ أصبح جميع الملوك البطالمة وزوجاتهم يعبدون تحت ألقاب تقديسية مختلفة ، ويشملهم جميعاً لقب آلهة شركاء فى المعابد ، وأصبح كاهن الإسكندر هو كاهن الملوك البطالمة الؤلهين أيضاً.

هذا الملك المتعدد الجنبات، الذى يصلح موضوعا ( لدراسة الذين يهتمون بإدخال التفسير النفسية الحديثة فى البحث التاريخى ) ، أشرك معه فى الحكم أبنه بطليموس بن أرسنوى، ولكنه لم يلبث أن توفى عام 246 ق.م بعد أن بقى على العرش نحو من أربعين عاماً ، فخلفه أبنه وشريكه بطليموس الذى أصبح يلقب بأسم الملك بطليموس الثالث يوارجتيس. 

تعقيب على حكم فلادلفيوس :

1- نفس أهداف بطليموس الأول، الأهتمام بنفوذ مصر البحرى - التجارة 

2- فقد سيطرته على بحر أيجه وفقد ممتلكاته فى آسيا الصغرى ، عمل على تأمين جوف سوريا وإدماج ليبيا فى مملكته

3- شيد أسطول وأستراليا نفوذه فى بحر أيجه.

المصادر:

1-ويكيبيديا
2- تاريخ مصر اليونانى الرومانى الدكتور هيثم طاهر
3- تاريخ مصر فى عهد البطالمة د ابراهيم نصحى
4 مواقع الاثار اليونانية الرومانية د عبدالحليم نور الدين

reaction:
Ancient Egypt
Ancient Egypt
عبدالرحمن محمد توفيق ، باحث ماجستير فى الديانة المصرية القديمة ونصوص العالم الأخر ، مرشد سياحى وعاشق لتاريخ وحضارة مصر القديمة ، أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن ما نًقدمه ينال رضاء حضراتكم

تعليقات