* العصر الأنتقالي الثاني بقلم / أمل محمد شرف
بقلم / أمل محمد شرف
مقاومة الهكسوس |
مقدمة :
الأسرة الثانية عشر هي من أزهى عصور مصر في هذه الفترة دون جِدال ويسمى عصر الرخاء الأقتصادى ، ومن أعظم ملوكها بل هو من أعظم ملوك مصر كلها هو الملك( أمنمحات الثالث ) الذي خلفهُ علي العرش أبنه أمنمحات الرابع و بعده الملِكة سوبك نفرو رع أبنة أمنمحات الثالث وفجأة أصاب هذه الأسرة الضعف و التفكك بسبب أنتقال العرش لعده ملوك منهم كما حدث فى العصر الأنتقالى الأول ، فخرج مُُلك البلاد من يدها إلي أسر أخرى .
الأسرتين الثالثة عشر والرابعة عشر :
حكمت الأسرة الثالثة عشر مده خمسه وخمسين عام ، ولا يُمكن أن تزيد عن ذلك لأن مده حكم الأسرتين معآ الثالثة عشر والرابعة عشر لا يمكن أن تزيد عن قرن و نصف كما ذكر لنا المؤرخ المصري مانيتون
حكمت الأسرة الثالثة عشر علي الأرجح في منف في الشمال وقد تركوا أثار كثيرة في طيبة ، وظهر بعد ذلك حُكام أمتد نفوذهم جنوبآ إلي بلاد النوبة وشمالآ إلي لبنان .
* من أهم ملوك الأسرة الثالثة عشر علي حسب تتابعهم علي العرش :
( سخم -رع - خو - تأوي ) الذي تسمى أيضآ بعده أسماء منها ( أمنمحات ، سوبك ، حوتب )
ويرجع البعض إلي أنه تزوج من الملكة ( سوبك نفرو رع ) ولكن لا يوجد دليل علي هذا .
* ملك اخر يُدعى ) سعنغ تاوي سهم كارع ) وقد تم العثور علي هذا الأسم في بردية تورين .
ويرجع عدم الأستقرار في بلاد النوبة إلي عهدهُ . و يوجد لدينا عشرات من أسماء الملوك التي تم العثور عليها علي تماثيل ولوحات في نواحي مُتعدده من مصر وشمالها و جنوبها .
مِثال علي ذلك ملك يُدعى ( خع - سخم - رع ) ( سوبك حوتب ) الذي عُثر علي أكثر من تمثال له في صان الحجر .
و هناك أسماء ظاهرة بين هؤلاء الملوك منهم :
سمناسم ملك ( خع سخم رع - نفر خوتب ) وهم الملك أقترن أسمه بلوحة تم العثور عليها في بيبلوس وكان أميرآ علي هذا الأقليم مما يدُل علي أن هذا الملك كانت لهُ السيطرة التامه علي شرقي الدلتا علي الأقل .
* ملك أخر يُدعى ( سواج- إن - رع ) وجاء هذا الأسم علي لوحة في الكرنك
* وملك كان ذا صِله بالهكسوس والقابه و وصفهُ يؤكد هذا وهو الملك ( نحسي ) ووصِفَ بأنه حبيب ست رب أواريس .
* وأيضآ من أشهر الأسماء في هذه الأسرة أسم الملك خنجر الذي عُثِرَ علي هرمهُ في سقارة القبليه .
كانتا الأسرتين الثالثة عشر والرابعة عشر يدفنون في جبانة منف
الأسرة الرابعة عشر :
كان مقر حكم هذه الأسرة في مدينة سخا في غربي الدلتا .
كان عدد ملوكها 76 ملكآ حكموا مُدة 184 عام علي حسب ما ذكره لنا مانيتون ولكن يبدأ أن هذا العدد مُبالغ فيه كثيرآ ، ومن المؤكد أن هؤلاء الملوك لم يتمتعوا بنفوذ يُذكر خارج حدود أقليمهم .
وقد بدأت الأسرتين حالة من الضعف و التدهور وأضمحلال قواتها مما أدى في النهاية إلي خضوع مصر كلها للحُكام الأجانب المعروفين بأسم الهكسوس .
أحتلال الهكسوس و طردهم ومقاومة أهالي واست " طيبة " :
في عصر الدولة الحديثة كانت حدود مصر الدلتا الشرقية مُحصنه وكانت بعض العناصر السامية تدخل إلي مصر من حين إلي الآخر للتجارة أو للأستقرار و كان المصريين لم يهتموا لهذا الأمر ماداموا مُسالمين .
فقد سبقها جماعة أسيويه جائت علي شكل هجرة و تسلُل ثم استقرت في منطقة الأقرب إلي موطنها الأصلي أي في شرق الدلتا .
لم يمضي وقتآ طويلآ علي هذا حتي أصبحوا قوة يخشاها المصريين وتمكنوا من فرض سُلطانهم علي مصر وأتخدوا من أواريس عاصمة لهم
كان حكام الهكسوس يقسمون إلي ثلاث مجموعات :
1- المجموعة الأولى وتشمل سته ملوك .
ويعتبرها المؤرخون الأسرة الخامسة عشرة وقد حكموا نحو 108 عام .
2- المجموعة الثانية هي أقل أهمية وتكون الأسرة السادسة عشر .
3- السابعة عشر وكانت معاصرة للأسره المصرية في طيبة .
ومن الواضح أن ملوك الهكسوس قد وصلوا إلي درجة عظيمه من القوة والسلطان وبالأخص ملوك المجموعة الأولى وهم ( خيان ، أبو فيس ، شيشي أو إسيسي ) وإن الهكسوس تأثروا بالحضارة المصرية وأندمجوا في الحياة المصرية عامة و أتخذوا الألقاب المصرية وعبدوا الألهه المصرية وعلي الرغم من كل هذا فإن حُكمهم كان غير مقبولآ فقد ضاق الحال بالمصريين وبدأوا يتطلعون إلى طردهم .
* بدأت مرحلة طرد الهكسوس حاسمة في عهد كاموزا خليفة ( سقنن رع ) وتبين ذلك من اللوحة من الحجر الجيري بالكرنك وتذكر هذه اللوحه أن كاموزا قد جمع رجاله حتي يستشيرهم في الكفاح ضد الهكسوس .
كان رأي هولاء الذي أستشارهم في البداية أنهم لا يرغبون في القتال مادامت حدود المملكة المصرية من اليافنتين حتي القوصية لم تُمَس وأراضيهم وأملاكهم سليمة لم يغتصبوا منها شيئآ ولكن كاموزا وجد نفسه محصورآ بين عدوين وهم الهكسوس في الشمال و النوبيين في الجنوب لذلك لم يقتنع بهذا الرد وصمم علي طرد هولاء الذين يُشاركون في حكم مصر من الشمال وفي النهاية أنتصر كاموزا أنتصارآ حاسم علي الهكسوس في معركة نبيلة ولا يوجد دليل قاطع علي أي مدى وصل كاموزا في كفاحهُ ولكنه نجح في كسر شوكة الهكسوس ومهد الطريق للأنتصار الأخير الذي انتهى بطردهم من مصر علي يد خلفه و أخيه أحمس الأول .
الثورة الأجتماعية :
لا نعرف كيف و متي بدأت الثورة الأجتماعية ولكنها أدت إلي تغيير جذري في نظام الحكم وفلسفته وفي النظام الأجتماعي وترتب علي هذه الثورة تدهور في حضارة مصر و أحوالها الإقتصادية . إن هذه الثورة كانت هي أول صورة أجتماعية عَرِفها التاريخ الأنساني ، حيث تُسجل أنتفاضة المغلوبين علي أمرهم ضد أقلية طاغية مُستبده .
* كانت هذه الثورة قاسية وتركب علي وجه مصر ملامح حزينه لم تُفارقها أبدآ وفي روحها نزعة حُزن وتشاؤم .
* أقترنت الثورة مُنذ البداية بأنهيار النظام الملكي و سلطة الحكومة المركزية .
* تدهورت أحوال مصر الإقتصادية وقل أنتاجها الزراعي و الحرفي وأنتشار البطاله و تدهور مستوى المعيشة وتعرضت مصر لسنوات قحط و مجاعة. كل هذا يتضح لنا من دراسة بردية " الحكم أيبوور و نبؤة الكاهن نفرتي " .
الأحوال الإقتصادية والنظام الأقتصادي :
عصر الأضملال الثاني علي حسب ما ذكره لنا المؤرخين القدماء و المُحدثين أنه كان عصر فوضى و خراب وصِراع علي الحكم حيث كانت البلاد بدون ملك ، أو يتنازع حُكمها أكثر من ملك في وقت واحد وكل هذا أدى الي تدهور جميع أحوال مصر الإقتصادية ، وأيضآ تم إهمال الزراعة ونُظم الري و الحرف كما ذكرنا مُسبقآ .
وهناك سبب أخر في تدهور الإقتصاد وأنكماش التجارية داخليآ وخارجياً وهو الحروب الداخلية بين حكام الأقاليم المصريين وبين الهكسوس ، وذلك بسبب إنهيار السلطة المركزية ، أنتهز حكام الأقاليم في هذا العصر ما أصاب الملوك و السلطة المركزية من ضعف و إنهيار و عملوا علي تقوية نفوذهم وكل واحد منهم أستقل بأقليم خاص بهِ و تصرف كما لو كان مَلِكآ دون أن يقيم أي قيمه تُذكر للملك .
أن النظام الإقطاعي كان أساس أقتصاديات البلاد كما ذكر لنا ( جاردنر ) وأنه وصل إلي هذا العصر إلي قدر بالغ من القوة نتيجة ضعف الملوك و حِدة الصِراع ، أن إنهيار السلطة المركزية للدولة ، والصراع من أجل الوصول إلى الحكم ، وأنقسام البلاد إلي
دويلات أو أقاليم ، وأيضاً الإحتلال الأجنبي الذي تعرضت لهُ البلاد قد ساهم بقدر كبير في سوء و تدهور أحوال مصر الإقتصادية و سيطرة النظام الإقطاعي علي إقتصاديات البلاد . وبعد كل هذه المُعاناه شهر المصريون بمرارة الإحتلال البغيض فتجمعت مع الوقت قوة وطنية بزعامة " أمراء طيبه " الذين قد كُتِبَ لمصر الخلاص علي أيديهم في العصر الوسيط الأول .
المصادر :
1- معالم تاريخ الشرق الأدنى القديم ، محمد أبو المحاسن ، ص143 ومابعدها ، مطبعة المصري .
2- مصر الفرعونية، أحمد فخري ، ص 176 ومابعدها .
3- أحمد رشاد موسى ، دراسات في تاريخ مصر الإقتصادي ، حضارات ما قبل التاريخ و حضارة مصر الفرعونية ، ص 123 وما بعدها ، ص 178 وما بعدها