القائمة الرئيسية

الصفحات

بطليموس الرابع فيلوباتور العائش أبديآ بقلم / أمل محمد شرف

بطليموس الرابع فيلوباتور العائش أبديآ بقلم / أمل محمد شرف 


 بقلم / أمل محمد شرف

بطليموس الرابع فيلوياتور العائش ابديآ بقلم / أمل محمد شرف
الملك بطليموس الرابع


بطليموس الرابع فيلوياتور العائش ابديآ ، محبوب أزيس
 

في فبراير عام 221 في هذا العام توفي يوارجتيس وخلفهُ علي العرش أبنهُ بطليموس الرابع وكان عُمره في هذا الوقت23 عاما ، كانت شخصية الملك البطلمي الجديد علي عكس شخصية والدهُ بكل المقاييس فقد بلغت مصر في عهد والده بطليموس الثالث ذروتها من حيث الثروة والجاة والمُمتلكات . 

ونجد أن أبنه الذي تولي عرش للبلاد من بعده قاد البلاد إلي الهاوية وجد ايصآ في نهاية حكمة أن مصر اخدت تتدهور بسرعة إلي درجة مُخرية أن بطليموس الرابع كان في بداية سلسلة من الملوك البطالة المستبدين الذين كانوا يجمعون بين صفات ذم منها حُب الشهوات من النساء و الطغيان والقسوة و ايضآ الحرمان من الحس الخُلقي . وتحليلآ لهذة الصفات نجد أن هولاء مُزخرفين من الخارج بطلاء براق جذاب للنفوس الوضعية ولكن في داخلها العذاب و الفساد . 

وقد سيطر علي هذا الملك الضعيف مُنذ البداية رجل خبيث من رجال القصر هو ( سوسيبيوس ) وكان معه ثلاث شخصيات حفظ لها التاريخ ذكرى من الفساد ، واخيرآ نجد أن عصر بطليموس الرابع سيكون هو نقطة التحول في تاريخ الدولة البطلمية وتحولها من عصر الإزدهار و الإمبراطورية إلي عصر الأضمحلال .

وكان سوسيبيوس رجل مؤامرات داهيه من الطراز الأول ، فقام بالقضاء علي العناصر الصالحة في القصر الملكي التي كانت تتعارض مع سياستة فقتل كلآ من عم الملك و أخويه وأمه الملكة برنيقه ، وبذلك خلا القصر لسوسيبيوس وبطانته فسيطر علي الملك وسيطر علي الدولة . 

وفي نفس التاريخ "221" تقريبا أعتلى العرش في سوريا و مقدونيا ملكان في مُقتبل العمر ايضآ وهما : 

- أنتيوخس الثالث ملك علي سوريا 

- فيليب الخامس ملك في مقدونيا وكان لعصرهم أهمية خاصة وذلك لأنه شهد ظهور روما كقوة عالمية تتدخل تتدريجيآ في شئون الممالك الهلينستية الثلاث . 

العالم الهيلانستيكي في عهد فليوباتور:

وكما ذكرنا مُسبقآ أن العالم الهيلانستيكي تولي عرشه مَلكان أخران وهما أنتيوخس وكان عمره 18 عام  ،  و فيليب الخامس الذي كان عمره 17 عام . ونري ان الملوك الثلاث في أعمار مقاربه وهذا لفت الأنظار في هذة الفتره التي حكم فيها هولاء الثلاث الذين كانوا خلفاء علي أمبراطورية الأسكندر الأكبر، وفي عالم البحر الأبيض المتوسط بدأت بوادر قوة روما وبطشها تظهر. ولا يوجد خطأ إذا التقينا الضوء علي فتره حكم هولاء الملوك الثلاثة  ، أنه كان سببآ في أن سلطان روما يفرض علي هذا الممالك المقدونيه الأصل بصورة محسه وكانت هذه الظروف بنسبة لروما هُيئة أنها تفرض وتبسط نفوذها بصفة مباشرة و غير مباشرة.

الحرب السورية الرابعة : 

كان أنتيوخس الثالث في سوريا كان يتميز بشخصية الجند المغامر وكان  علي عكس ملك مصر ،  فقد تسلم أيضاً الدولة السليوقية مُفككة ضعيفة فقد صمم علي إعداده بنائها و توطيد وحدتها  أراد هذا الملك أن يقتنص لنفسه نصرآ سريعيآ بالأستيسلاء علي سوريا الجنوبيه التي كان قد انتزعها بطليموس الأول وظلت في يد أسرته رغم كثرة الحروب بشأنها، وأنه فكر في ذلك لانه كان يعلم طبيعة الوضع في القصر الملكي المصري وفي العام الأول من حكم بطليموس الرابع عام ((221 زحف أنتيوخس الثالث الي سوريا الجنوبية ولكن القائد العالم للجيوش المصرية والذي كان اغريقيآ كان علي جانب كبيرآ من التفوق و القدرة العسكرية ، فقد تمكن هذا القائد من إحكام الدفاع عن مدن فينيقيا وحصونها.

 وبذلك فشل أنتيوخس من دخوله سوريا  والاستيلاء عليها ، وقبل أن يعادو الهجوم أضطر الملك السيلوقي من العوده الي دولتة لمواجهة ثورة قامت ضده في بابل، في هذا الوقت كان علي سوسيبيوس أن يظهر مكره و دهائه في مواجهة الخطر السليوقي  وبالفعل اثبت هذا الشئ حيث استغل 

1- ظروف عدم الأستقرار في الدولة السليوقية 

2- عمل علي زياده القلاقل و الأضرابات الداخليه ضد أنتيوخس مستعينآ علي ذلك بالرشوه و المؤامرات .

وبعد ذلك بدأ يوهم الملك السوري بالتفاوض معهُ والوصول الي إتفاق في صالحه ، ثم يتحجج بخمول الملك البطلمي ، ومعتمدآ علي أنتيوخس مشغول بالثورات الداخلية وفي نفس الوقت بدأ يعمل علي إعداده تنظيم الجيش المصري كارجل مؤامرات مُحنك ، فأحضر كثير من الجنود المرتزقة من بلاد اليونان وعمل ايضآ علي تجنيد حوالي عشرين ألف من الفلاحيين المصريين  وقد دربهم علي أساليب الحرب المقدونية علي يد ضباط و جنود مقدونيين و إغريق . وكل أعمال سوسيبيوس هذة ظلت في سريه تامه مُده عامين تقريبآ وعلي النحو التالي كان أنتيوخس قد فرغ من إخضاع جميع القلاقل و الاضطرابات في دولتة ويأس من إمكانية الوصول إلي اتفاق مع مصر 

بطليموس الرابع فيلوياتور العائش ابديآ بقلم / أمل محمد شرف
مرسوم تكريم بطليموس الرابع لانتصاره على أنطيوخوس الثالث عثر عليه فى تل المسخوطة وحاليا بالمتحف المصرى

وفي عام 218 ذهب علي رأس جيشهُ جنوبآ إلي سوريا الجنوبية كان الموقف منذ البداية في صالحه حيث نشأ خلاف فين القائد المصري ثيودوتوس وبين القيصر في الأسكندرية فتم تعيين قائد اخر مكانه. لم يتمكن سوسيبيوس من إرسال قوات كافيه للقائد في الوقت المناسب فما كان عليه إلا أن ينضم الي جيش أنتيوخس وبذلك تقدم أنتيوخس بسهولة إلي فينيقيا وأخذها وتقدم جنوبآ حتي استولى علي غزة دون مقاومة تُذكر، وفي الوقت نفسه كان الملك البطلمي جهز جيشيهُ وأتم استعداداته وقام بنقل جيوشه إلي أرض المعركة تحت قيادة الملك نفسه، دارت معركة بالقرب من مدينة رفح في 22 يونيه عام 217 ولكن نتائج المعركة كانت علي غير المتوقع حدوثه 

فالمرحلة الأولي منها كانت لصالح أنتيوخس الذي قاد الجناح الأيمن من الفرسان وأجتاح الجيش البطلمي الذي كان بقياده الملك نفسه حتي أن الملك لاذ بالفرار ولكن المعركة لم تنته علي ذلك، أستمر قتال عنيف التحم فيه المُشاه من الجانبين .

وأثبت الجنود الفلاحين المصريين الذين لم يمضي علي تعيينهم عام ونصف جدارتهم في هذة المعركة الخطيرة ونالوا بأعجاب الجميع .

لم تنته المعركة إلا وكان لهولاء الجنود المصريين الفضل الأكبر في كسبها للملك البطلمي وبذلك احتفظت مصر بسيادتها علي سوريا الجنوبية بما فيها فينيقيا و فلسطين . 

الحرب اليونانية الثانية :

في خلال حكم بطليموس الرابع حدثت أخطر حرب في التاريخ وهي الحرب اليونانية الثانية والتي كانت بين هانيبال القرطاجي و روما فقد تورط في هذه الحرب الكثير من الدول اليونانية الأخري فأنحازت مقدونيا إلي جانب هانيبال بينما انحازت ايتوليا الي جانب روما ولكن بطليموس التزم موقف الحياد حيال هذه الحرب كما فعل جده بطليموس الثاني تجاه الحرب البونية الأولي .

الحالة في الداخل : 

سوف نلقي الضوء على جهود الملك و حاشيته في مجال السياسة الداخلية سوف نرى أن نشاطهم كان محدود .

بعد أنتصار رفح عاد الملك الي الأسكندرية لكي يُعلن زواجهُ من أخته ارسنوي الثانية كانت ارسنوي فتاه حديثة السن علي جانب كبير من الحياء و الأخلاق ولكنها ظلت مغلوبه علي أمرها تجاه البطانه الفاسدة التي اُحيطت بالملك، وفي هذه المناسبة الملكية(الزواج) أعلن تألية الملك و الملكة تحت اسم فيلوباتور ( المُحب أو المُحبه لوالدها )  وأن اختيار هذا اللقب كان له مغزى سياسي بمعني أن المواجهين

 للأمور في القصر أرادوا استغلال حب الشعب الملكين الراحلين فلقبوا بطليموس الرابع لقب فيلوباتور تقربآ من الشعب و كسبآ لعاطفتهُ ولكن هيهات أهم حدث داخلي في عهد هذا الملك هو قيام ثورة عارمة بين المصريين ضد الحكم والأسرة المقدونية .

فبعد النصر الذي حدث في رفح قامت ثورة عامة بين الأهالي بدأت في الدلتا ثم في الصعيد وأن التاريخ كما يرويه بوليبوس لم يحفظ لنا مواقع أو مواقف حاسمة تجاه هذه الثورة سواء أنها كانت طويله الأمد وخاصة في أعلي الصعيد في مدينه ( طيبه ) حيث المقاومة الشديدة حتي استطاع الأهالي أعلان استقلالهم في 185 في حكم الملك بطليموس الخامس ومن الواضح أن هذه المقاطعة الثائره تلقت تأييد و دعم من الدولة الأثيوبية في الجنوب، حيث قامت في هذا الوقت أسرة حاكمه قوية مُستنيره وهذا يدل علي عُمق الثورة في نفوس الأهالي في هذا الوقت وهذا ما تأكده بردية ديموطبقية التي تحتوي علي نبوئه دينيه و شرحها يتضمن تاريخ مصر منذ تاخوس ، وما تعرضت له مصر اولآ من غزو أجنبي علي يد الفرس والأغريق بعدهم ، وتنتهي هذه النبوئه بأن يوم الخلاص للمصريين قريب وأنه سيظهر واحد من أبناء إهناسية  المدينه إلي سُميت Hnès في اللغة القبطية وأسمائها الأغريق و الرومان ، سوف يحرر مصر ويطرد الأجانب و الأغريق، وفي النهاية فأن حياة هذا الملك الخليع التي أمتلئت حياته بالنجوم و الشعوذه الدينيه أنتهت في غموض وريب عام 205 

المصادر: 

1- مصر في العصر البطلمي ، عز سعد محمد سلطان ، ص67 ومابعدها 

2-  موسوعة مصر القديمة ، سليم حسن ، ج15 

3-تاريخ مصر في عصري البطالة و الرومان ، محمود إبراهيم السعدني ، مكتبة الأنجلو المصرية .

reaction:
Ancient Egypt
Ancient Egypt
عبدالرحمن محمد توفيق ، باحث ماجستير فى الديانة المصرية القديمة ونصوص العالم الأخر ، مرشد سياحى وعاشق لتاريخ وحضارة مصر القديمة ، أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن ما نًقدمه ينال رضاء حضراتكم

تعليقات

13 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. جميل جدا يا أمل بالتوفيق

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا جزيلا لحضرتك تابعنا للمذيد

      حذف
  2. حلو جدا بالتوفيق ان شاء الله ياامل

    ردحذف
  3. بجد طريقه سرد المقال جميله والمعلومات اللي فيه استفدت منها جدا يارب توصلي للي بتتمنيه يا امل بالتوفيق

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا جزيلا لحضرتك " أمل محمد شرف " من مؤسسين الموقع ، تعلق حضرتك أسعدنى كثيرا ونعمل جاهدين على رضاء القارئ

      حذف
  4. الردود
    1. شكرا جزيلا لحضرتك تابع معنا للمذيد

      حذف
  5. احلي كاتبه ف الدنيا والله برافو ي قلبي

    ردحذف
  6. عظمه عااااش بجد وبالتوفيق في اللي جاي

    ردحذف
  7. تحفه ربنا يوفقك ي قلبي ❤️❤️❤️

    ردحذف
  8. بعيدا عن اي حاجه انا بحب كتاباتك انا بحب دماغك جدا

    ردحذف

إرسال تعليق