القائمة الرئيسية

الصفحات

كليوبترا السابعة وصراع ماركوس أنطونيوس وأكتافيوس

 كليوبترا السابعة وصراع ماركوس أنطونيوس وأكتافيوس

أعداد الباحثة / أمل محمد شرف


كليوبترا السابعة
تمثال للملكة كليوبترا السابعة


أصل كليوبترا السابعه: ( 51 : 30) ق.م 

كيلوباترا السابعة هي أبنة ملك وأخت ملك وزوجة ملك وملكة عظيمة تربعت على عرش مصر.

الأنتماء العرقي لكيلوبترا ، أنها مصرية وكانت ذات عرق أغريقي تمامآ مثل اجدادها وهذا ما يُرجحه المصدر الاول .

وهناك مصدر آخر يرجح أنها لم تكن أغريقيه فقط .

وصفها : أنها أمرأه دميمه و قصيرة القامه ذات أسنان غير منتظمة وأيضا أنف معقوف ذات بشره بيضاء اللون وهذا كان في واقع الأمر على عكس ما يظهر لنا بعد ذلك حيث صورها لنا فنان مصري بنحت تمثيالها أنها فائقة الجمال و ذات لياقه ذكاء حاد وكانت أمراة طاغية الأنوثه جميلة الملامح جميلة الملامح ولكن ذات أنف مقوس وقد زادها هذا جمالاً حيث أنهم يعبر عن علامات الحسن والجمال في عصر البطالمة وأنا اتفق مع هذا الرأي الثاني وذلك أانها قد أستخدمت هذا الجمال كسلاح لها في أنقاذ مصر وأنها جعلت أمبراطور روماني ينحني لها أمام الجميع.

فترة حكمها :

هي آخر ملوك الأسرة المقدونية، التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 ق.م ، وحتى أحتلال مصر من قِبَل روما عام 30 ق.م ، كانت كليوباترا ابنة بطليموس الثاني عشر ،وقد خلفته كملكة سنة 51 ق. م مشاركة العرش أخاها بطليموس الثالث عشر . 


أهم أعمال الملكة كليوبترا:

في حين أعتلت كليوباترا العرش كانت مصر ضعيفة و فقدت جميع ممتلكاتها لروما ولا يستقر لها ملك إلا بأعتراف روما ووجود جيش روماني في الأسكندرية وعلى الرغم من كل هذا ظهرت كيلوباترا على العالم كأمراة سافره بغير جيش أومال وتقتحم معترك السياسة العالمية لتواجه بشخصها المجرد اقوى دوله في العالم .

ولابد أن تنتظر قادة روما حتى يأخذوا مصر ولكن هي سبقتهم وقامت بالغزو عليهم وتحويلهم إلى أداة طبيعية في يدها وأستطاعت أن تمد نفوذها الملكي إلى آفاق أبعد كثيرا من آفاق مصر وبذلك أصبحت أمبراطورة العالم القديم بأكمله ممثلاُ في الأمبراطورية الرومانية ذاتها. وبهذا تمكنت من أنها تستغل لصالحها أثنين من أقوى الأباطرة في الدولة الرومانية وهما مارك أنطونيو يوليوس قيصر .

حيث عمل قيصر على وضع تمثال لها من الذهب في معبد روماني وتمكنت كيلوباترا من انها تشبه نفسها بالألهة المصرية أيزيس.


كيلوباترا ويوليوس قيصر :

دخل يوليوس قيصر الأسكندرية في 2 أكتوبر عام 48 ق.م ، فقد سارع رجال البلاط السكندري بعرض رأس بومبي على قيصر ظنآ منهم أن هذا التصرف كفيل بإرضاء قيصر ولكنه حزن وأغروقت عيناه بالدموع عندما رأى رأس بمبي ، وبعد هذا أخذ يوليوس قيصر يسير في شوارع الأسكندرية وكأنه فاتح منتصر وليس مجرد زائر للمدينة أعتقد أهل البلاد أنه جاء يطالب بديون روما وهذا يعني بالنسبة لهم فرض المزيد من الضرائب عليهم بينما قيصر كان يردد أنه جاء إلى مصر لكي ينفذ وصية الزمار(بطليموس الثانى عشر) التي كانت تنص على وضع أبناء بطليموس تحت وصاية الرومان وأرسل قيصر في استدعاء كليوباترا وشقيقها

أستجابة بطليموس الثالث عشر وحضر الى الأسكندرية بينما كليوباترا كانت جيوش الملك تقف حائلاً بينها وبين دخول الأسكندرية ويقال أنها أتخذت لذلك حيلة بارعة وهي أنها أتخذت قاربا ودخلت المدينة عن طريق البحر يحملها رجل وهي مختبئة داخل سجادة ملفوفة ،ثم ذهبت بها إلى قيصر فلما بسطت السجادة خرجت منها كليوباترا وكانت ذات حسن ودلال ومن هذه البداية المرحه جعلت العلاقه بين قيصر وكليوباترا تكون على أثاث العلاقة بين رجل وأمراة لا علاقة ديكتاتور روما وملكة مصر ونتيجة لذلك تقرر قيصر الملكة على عرشها على أن يشاركها اخوها .

وبذلك ناجح قيصر في التوفيق بين كليوباترا وشقيقها ولكن الأوصياء على الملك الصغير لم يعجبهم هذا التصالح ، فعملوا على أثارة الأسكندريون ضد قيصر وجنوده وأصدار وأيضاً الأوامر إلى الجيش الذي كان مرابطاً عند الحدود الشرقية في بلوزيوم بأن يزحف إلى الأسكندرية

وبذلك تم مُحاصرة قيصر في الحي الملكي و إضطره الى أحراق سُفنه التي كانت ترسوا في الميناء حتى لا يستولي عليها أعدائه وهذا الفعل قد أدي إلى إحراق مكتبة الأسكندرية العظيم التي كانت تقع بالقرب من الميناء وهكذا بدأت تلك الحرب المعروفة بحرب الأسكندرية ، وبعد هذا كله حسم مع قيصر مسالة العرش البطلمي بأن أعلنا كليوباترا ملكة على البلاد على إن تتزوج من شقيقها الصبي الصغير بطليموس .

قضاء يوليوس قيصر الشتاء في مصر مستمتعاً بصحبة كليوباترا وقام معا برحلة نيلية إلى صعيد مصر وكانت الأحوال في هذا الوقت في روما تتطلب عودته على وجه السرعة فإنه أضطر للرحيل تاركاً في مصر ثلاث فرق لمساندة كليوباترا .

وفي صيف عام 47 ق.م أثمرت علاقة قيصر بكليوباترا عن طفل أنجبته و أطلقت عليه أسم بطليموس قيصر إلا أن السكندريون سخروا من هذا الأسم وأطلقوا عليه أسم قيصرون ومعناه قيصر الصغير .

وفي العام التالي أرسل قيصر إلى كليوباترا لكي تلحق به ذهبت إلى روما ومعها بطليموس الرابع عشر و قيصرون ونزلت في قصر يوليوس قيصر و حرصت على أن تحيط نفسها بمظاهر الألهة الشرقية مما أثار غضب الرومان وقد أثارت الحفاوة التي قابل بها يوليوس قيصر كليوباترا ثائرة وغضب الرومان فراحوا يبثون الأقاويل حول رغبة قيصر في أقامة ملكة على الطراز الشرقي وانه يريد نقل العاصمة إلى الأسكندرية بدلا من روما .بعد هذا تم اغتيال يوليوس قيصر وهو يهم بدخوله في قاعه السناتو، وبذلك تحطمت آمال كليوباترا حيث وجدت نفسها وحيدة في روما فلم يكن أمامها غير الفرار والعودة إلى مصر بعد الأحداث مباشرة وكان هذا في شهر أبريل ، وبعد وصولها بفتره تخلصت من شقيقها بطليموس الرابع عشر وأشركت معها في الحكم أبنها قيصرون الذي أدعت أنها أنجبته من الآله آمون الذي تمثل لها في شخص قيصر.

كليوبترا السابعة وأبنها قيصرون
المنظر الوحيد لكليوبترا السابعة مع أبنها قيصرون ، معبد دندرة


المنظر الوحيد لها هي وابنها قيصرون في معبد دندره :

* يقع دندرة على الضفة الغربية لنهر النيل على بعد حوالي 5 كم إلى الشمال الغربي من مدينة قنا .

أجمل المناظر في المعبد هي كليوباترا تقدم ابنها قيصرون ابن يوليوس قيصر للآلهة، حيث تظهر كل التيجان المصرية. 

وهناك منظر آخر لبطليموس الثاني عشر والد كليوباترا وهو يتوج من وادجت ونخبت، ربّتا الشمال والجنوب، وكأن كليوباترا ترغب في تأكيد أنها الوريثة الشرعية للعرش.

تركت كليوباترا آثارًا عديدة في مصر تدل عليها من بينها عملات تظهر فيها صورتها .

 وتصور النقوش الموجودة على جدار بيت الولادة الروماني بمعبد دندرة أن كليوباترا وقعت في شباك حب يوليوس قيصر وأنجبت منه الطفل قيصرون.. كما توجد نقوش أخرى تروي نفس القصة على جدران معبد الفاو


كيلوباترا و ماركوس أنطونيوس :

بعد مصرع قيصر والقضاء على آمال كليوباترا في أن تصبح أمبراطوراً على روما فأن الأقدار أعطتها مغامرة أخرى بعثت فيها الآمال من جديد ، فبعد أنتهاء الحرب الأهلية التي جأءت بعد موت قيصر وأنتصار أوكتافيوس وأنطونيوس عام 42 ق.م .

فأصبحت الولايات الغربية لأكتافيوس و الولايات الشرقية لأنطونيوس ، كانت مصر في ذلك الوقت هي الدولة الوحيدة التي لم تزل مستقلة عن الأمبراطورية الرومانية في الشرق .

 فكان لأبد لأانطونيوس من تحديد علاقته معها فأرسل إلى كليوباترا يدعوها لمقابلته في "أفيوس" ، أدركت كليوباترا في الحال انه ربما كانت تلك الدعوة إلى مغامرة أخرى تعودها عن فقد قيصر فذهبت الى أنطونيوس وهي حاملة معها سلاحين ، ولكن هذين السلاحين هما عقلها وأنوثتها ومنذ اللقاء الأول كانت لأسلحة كليوباترا النصر التام حيث أصبح أنطونيوس أسير غرامها ولا يعصى لها امراً ، يُعاد الأمر مرة أخرى ولكن مع أختلاف التاريخ حيث في شتاء عام (41-40) ق.م حضر أنطونيوس الى مصر وأطلق العنان لشهواته مع كليوباترا ،وبعد ذلك قوية العلاقة بين القائد الروماني والملكه المصرية وتعددت فترات اللقاء بينهما سواء في مصر او خارجها .

وترتبت عليها الأحداث الآتية :

- أنجبت منه ثلاث اطفال ولدين وبنت حتى عام 35 ق.م .

- أعلن ماركوس أنطونيوس طلاقه من زوجته أوكتافيا أخت الامبراطور أوكتافيوس .

- أعلن شرعية علاقته بكليوباترا ومن هنا بدأ الصراع بين أنطونيوس وأوكتافيوس .

- قسم أنطونيوس الولايات الشرقية بين كليوباترا وأبنائها جميعا فأصبحت كليوباترا هي ملكة على 

الولايات الشرقية كلها فما لبس بعد هذا الفعل أن شن الأمبراطورأوكتافيوس حاكم روما في الغرب حملة  من الدعاية والتشهير بالأمبراطور أنطونيوس والملكة كليوباترا فأتخد أعمال أنطونيوس في تقسيم الولايات الشرقية على أنها خيانة عظمى لشعب روما والمثل الرومانية وبذلك حشد الرأي العام في روما ضد أنطونيوس و قامت معركة فاصله بينهما عند أكتيوم البحرية.

معركة أكتيوم البحرية :

معركة أكتيوم البحرية تقع في غرب اليونان وهي حرب قامت في 2 سبتمبر 31 ق.م وتعتبر هي أخر حروب الجمهورية الرومانية .

الأطراف : كانت بين ماركوس أنطونيوس يُساندهُ كليوباترا أوكتافيوس .

أنه تفاصيل هذه المعركة لا تزال غامضه حيث أننا لا نعرف شيئاً عن أطوارها ولا طبيعتها ولا الوقت الذي أستغرقته ولكن من الواضح أنها لم تكن بالحجم القتالي المروع . كما زعمه الشعراء الرومان و أجهزة أغسطس المنتصر .

أحداث المعركة : 

أنه كان أشتباك هزيل بين سفن ماركوس أنطونيوس ومعه كليوباترا من ناحية وبين سفن أكتافيوس من ناحية أخرى وكان هذا بالقرب من شواطئ بلاد اليونان الغربيه عند أكتيوم فى البحرالأيونى و نطلق عليها أنها معركة بحرية وذلك لأن الجيوش البرية للجنرالين المقاتلين لم تشتبك على الأطلاق .

لم يلبس أن أنهار ماركوس أنطونيوس على الفور قبل أن تنتهي المعركة حيث كانت قواته منهارة معنوياً بسبب ظهور كليوباترا وسطهم وتدخلها في رسم الخطط العسكرية وخنوع قائدهم لها مما أذهب عنه سحر القيادة وهذا غير ما تفكك في قيادته العليا ، أن الدعاية التي بثها أكتافيوس كانت سبب في هروب عدد كبير من جنود أنطونيوس الى معسكره ، وبعده الألتحام البحري في صيف 31 ق.م عند أكتيوم تسللت كليوباترا ويتبعها الأسطول المصري عائدة إلى الأسكندرية 

وهناك سببين وراء هذا الهروب المفاجئ :

 الاول : قال شعراء الرومانأان الملكة المصرية هربت مزعوره من أكتافيوس .

الثاني: أن الملكة تخلت عن حلمها عندما أثبت أنه بلا جدوى ولكن أغلب الظن أن مستشارها نصحوها بعدم الأقدام على دخول هذه المغامرة الخاسرة 

ولأول مرة في التاريخ المعارك الحربية تقرر معركة بحرية مصير بلد بعيد يقع وراء البحار على بعد آلاف الأميال وأعُني هذه البلد هي مصر وممتلكاتها و الأسرة الحاكمة عليها إلا وهي أسرة البطالمة الذين حكموا مصر قرابت ثلاث قرون

من نتائج هذه المعركة :

أن معركة أكتيوم لم تكن ذات أهمية خاصة من الناحية العسكرية ولكنها من الناحية السياسية كانت ذات أهمية خطيرة فأنها قلبت النظام الجمهوري القديم رأساً على عقب فقد أصبح  أكتافيوس وحيد لا ينافس و أنتهى قرن من الحروب الأهلية وبدأ في عام 133 ق.م وبدأ عصر من السلام . 


* اهم المراجع والمصادر : 

1 - السيد فتحي بدران ، تاريخ مصر في عصر الرومان 

2- جاكوب أبوت ، مها عبد الحليم القاضي ، صانع التاريخ  كليوباترا ملكة مصر ، 2014

3- سالي آن أستون ، زينب عاطف ، كليوباترا ملكة مصر .

reaction:
Ancient Egypt
Ancient Egypt
عبدالرحمن محمد توفيق ، باحث ماجستير فى الديانة المصرية القديمة ونصوص العالم الأخر ، مرشد سياحى وعاشق لتاريخ وحضارة مصر القديمة ، أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن ما نًقدمه ينال رضاء حضراتكم

تعليقات

8 تعليقات
إرسال تعليق
  1. حلو جدا بالتوفيق ي حبيبتي ان شاء الله ❤️❤️

    ردحذف
  2. بالتوفيق ي قصير 🤍🤍

    ردحذف
  3. جميل جدا بالتوفيق يا صغيرة

    ردحذف
  4. بجد المقال جميل جداً انا قرأت ودرست عصر البطالمه فى مصر وبدرس تاريخ رومانى كمان فعلاً مقال ممتاز

    ردحذف
    الردود
    1. ممتنين لحضرتك ، وتابعنا لنشر المذيد

      حذف

إرسال تعليق