القائمة الرئيسية

الصفحات

ثورة 1919 بحث كامل أسبابها ونتائجها بقلم / أمانى رخا

 ثورة 1919 بحث كامل أسبابها ونتائجها بقلم / أمانى رخا

ثورة 1919 بحث كامل أسبابها ونتائجها بقلم / أمانى رخا
مجموعة من المتظاهرين يحملون شعار ثورة 1919 م "الهلال مع الصليب"

ثورة 1919 :

هى ثورة أستلهمت وقودها الدافع من شعار "الهلال مع الصليب" كرمز أبدي لوحدة أبناء الأمة أيا كان دينهم، أو عرقهم ، أو جنسهم ، حيث نزلت النساء ولأول مرة في الشوراع للمشاركة في الثورة و التظاهر ضد الإحتلال الإنجليزي ؛ وكانت ثورة 1919 عبارة عن سلسلة من الأحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين، كنتيجة لتذمّر الشعب المصري من الإحتلال الإنجليزي وتدخله في شؤون الدولة بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الإقتصاد.

بدأت أحداث الثورة في صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات وإحتجاجات في أرجاء القاهرة والأسكندرية والمدن الإقليمية. تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ؛ أستمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسية لم تنقطع وأستمرت إلى عام 1922، وبدأت نتائجها الحقيقية تظهر عام 1923 بإعلان الدستور والبرلمان.

 نبذة عن الزعيم سعد زغلول :

ثورة 1919 بحث كامل أسبابها ونتائجها بقلم / أمانى رخا
صورة الزعيم سعد زغلول

نشأته وتعليمه :

ولد عام 1858 فى قرية إبيانة مركز فوه التابعة لمديرية الغربية سابقاً ، بدأ تعليمه فى الكتاب حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وبعد الإنتهاء من تعليم القرآن الكريم ومبادئ الحساب فى الكتاب وفى عام 1870 التحق بالجامع الدسوقى لكى يتم تجويد القرآن، ثم التحق بالأزهر عام 1873 ليتلقى علوم الدين ؛ وكذلك فقد تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده ليصبح على يديه كاتب وخطيب وأديب وسياسي.

 حياته العلمية :

- عمل فى الوقائع المصرية.

- عمل معاون بوزارة الداخلية.

- ظهرت براعته فى أبواب الدفاع السياسى والأعمال السياسية حتى ظهرت كفاءته ومن ثم تم نقله إلى وظيفة ناظر قلم الدعاوى بمديرية الجيزة.

- شارك فى الثورة العرابية وحرر مقالات ضد الأستعمار الإنجليزي.

- عمل بالمحاماة ويعد حجر الأساس فى إنشاء نقابة المحامين عندما كان ناظراً للحقانية وهو الذى أنشأ قانون المحاماة 26 لسنة 1912.

 الحياة السياسية :

- قاد سعد زغلول ثوره 1919.

- شكل أول وزارة يرأسها مصرى من أصول ريفية وسميت وزارة الشعب.

 إسهاماته :

- تأسيس الجامعة المصرية حيث أسس سعد زغلول وأحمد لطفى السيد وزملاؤهم الجامعة المصرية وكان النص الأول من شروط إنشائها هو ألا تختص بجنس أو بدين بل تكون لجميع سكان مصر على إختلاف جنسياتهم وأديانهم فتكون واسطة للالفة بينهم.

- تأسيس نقابة المحامين.

 وفاته :

توفى سعد زغلول فى 23 أغسطس 1927، ودفن فى ضريح سعد الذى شيد عام 1931 ليدفن فيه زعيم الأمة وقائد ثورة 1919 ضد الإحتلال الإنجليزي.

 أسباب قيام ثورة 1919 :

ترجع أسباب قيام الثورة إلي ما كان يعيشه الشعب من ظلم وإستغلال خلال أربعة سنوات عمر الحرب العالمية الأولي، ففي الريف كانت تصادَر ممتلكات الفلاحين من ماشية ومحصول لأجل المساهمة في تكاليف الحرب، كما حرصت السلطات العسكرية على إجبارالفلاحين على زراعة المحاصيل التي تتناسب مع متطلبات الحرب، وبيعها بأسعار قليلة ؛ وتم تجنيد مئات الآلاف من الفلاحين بشكل قسري للمشاركة في الحرب فيما سمي بـ "فرقة العمل المصرية" التي أستخدمت في الأعمال المعاونة وراء خطوط القتال في سيناء وفلسطين والعراق وفرنسا وبلجيكا وغيرها ؛ فنقصت السلع الأساسية بشكل حاد، وتدهورت الأوضاع المعيشية لكل من سكان الريف والمدن ، وشهدت مدينتي القاهرة والإسكندرية مظاهرات للعاطلين ومواكب للجائعين تطورت أحيانا إلى ممارسات عنيفة تمثلت في النهب والتخريب. 

ولم تفلح إجراءات الحكومة لمواجهة الغلاء، مثل توزيع كميات من الخبز على سكان المدن أو محاولة ترحيل العمال العاطلين إلى مقراهم ، في التخفيف من حدة الأزمة ، كذلك تعرض العمال ونقاباتهم لهجوم بسبب إعلان الأحكام العرفية وإصدار القوانين التي تحرم التظاهر والإضراب.

إعتقال الزعيم سعد زغلول : حيث قام سعد زغلول بإنشأ الوفد المصري للدفاع عن قضية مصر سنة 1918م ؛ وللتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية والتى كانت أثناء الحرب العالمية الأولى بعد الهدنة "بعد الحرب العالمية الأولى" ، وتم تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد وآخرين.. وأطلقوا على أنفسهم "الوفد المصري". 

وقام الوفد بجمع توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء في الصيغة: "نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول ورفاقه... في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في إستقلال مصر إستقلالاً تام ".

وبعد ذلك تدخل الوفد لأول مرة باعتباره ممثلًا للشعب ، وأرسل خطاباً إلى ممثلي الدول الأجنبية يحتج فيه على منع الإنجليز المصريين من السفر إلى مؤتمر السلام للمطالبة بإستقال مصر وبحرية الشعب المصرى . وفي 6 مارس ، إستدعى الجنرال وطسن قائد القواتْ البريطانية سعد زغلول وأعضاء الوفد لمقابلته ؛ وقام الجنرال وطسن بتحذيرهم من القيام بأي عمل يعيق الحماية البريطانية على مصر، وإتهمهم بتعطيل تشكيل الوزارة الجديدة، ما يجعلهم عرضة للأحكام العرفية.

أرسل سعد زعلول إحتجاج إلى لويد جورج رئيس الوزارة الإنجليزية، أعلن فيه أنه يطلب "الأستقلال التام" لبلاده وأنه يرى في الحماية عملًا دوليًا غير مشروع. ولكن في 8 مارس ، أمرت السلطات البريطانية بإعتقال مجموعة الوفد وحبسهم في "ثُكنات قصر النيل" ثم تم نفيهم في اليوم التالي إلى جزيرة "مالطة"؛ وأنتشرت أخبار نفي أعضاء الوفد في 9 مارس، مما تسبب في بدأ مظاهرات الإحتجاج في القاهرة والمناطق الكبرى، وكان قوام المظاهرات طلبة المدارس الثانوية والعليا ثم انضم لهم بقية المصريين.

 أحداث ثورة 1919 :

ثورة 1919 بحث كامل أسبابها ونتائجها بقلم / أمانى رخا
أحدى المتظاهرات من المدارس الأميرية

بدأت أحداث الثورة في صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات، وكانت البداية من طلبة مدرسة الحقوق ، وأشتعلت نار الثورة في مصر .

- وفى 10 مارس: أعلن طلاب المدارس الأميرية والأزهر الإضراب العام، وشكلوا مظاهرة كبرى وأنضم إليهم من صادفهم من أفراد الشعب ؛ في أثناء مرور المتظاهرين بشارع الدواوين حيث كان يتواجد بعض الجنود الإنجليز فأطلقوا النار على المتظاهرين، مما أدى إلى وفاة أول أثنين من المتظاهرين ؛ تعدى بعض المتظاهرين على قُطر الترام فأتلفوا كثيرًا منها وتعطيل سيرها وتحطيم بعض واجهات المتاجر المملوكة للأجانب .

- 11 مارس: أستاء الطلبة من وقوع هذه الحوادث فبادروا إلى إذاعة منشور في الصحف يعربون فيه عن أسفهم لهذه الأحداث ؛ أستمر الطلبة في تظاهراتهم وإضرب سائقي سيارات الأجرة فتعطلت المواصلات في جميع أنحاء القاهرة. وهنا أصدر القائد العام للقوات البريطانية أمرًا بمنع المظاهرات، وبدأت القوات في تنفيذ الأمر بالأسلحة والمدافع وإطلاق النار على من صادفهم من المتظاهرين ؛ كانت أول مصادمة بين الجنود والمتظاهرين بميدان باب الحديد ثم شارع عماد الدين ؛ إضرب المحاميين أيضًا في هذا اليوم.

- 12 مارس: أستمرت التظاهرات والمواجهة العسكرية من قبل القوات، وصدر تقرير رسمي في هذا اليوم يوضح عدد إصابات الأحداث من 9 مارس وكانت 6 قتلى و31 جريح ؛ إضرب طلبة المدارس والمعاهد الدينية بالأسكندرية، ونظموا تظاهرات أمام جامع المرسي أبو العباس واتجهوا إلى مبنى المحافظة ؛ وقامت مظاهرة كبيرة في طنطا، واتجهو إلى محطة القطارات، حيث كانت تتواجد مجموعة من الجنود البريطانيين فانهالوا عليهم بالرصاص؛ بلغ عدد الضحايا 16 قتيل و49 جريح.

- 13 مارس: أستمرت التظاهرات ووقع أكثرها في الحلمية والغورية وشبرا ؛ قام طلبة الأزهر بتظاهرات أمام مسجد الحسين وساروا إلى أن التقوا بتظاهرات الطلبة الأخرين، ثم ساروا إلى المحكمة الشرعية بشارع نور والظلام.

- 14 مارس: تجددت المظاهرات، وتجدد الاعتداء عليها من قبل الجنود البريطانيين، وكان أكثر الاعتداءات فظاعة ما حدث أمام مسجد الحسين فبينما الناس خارجين من صلاة الجمعة أتت مدرعتان إنجليزيتان وأطلق الرصاص على المُصلين ظنًا منهم أنهم متظاهرون، ووقعت في هذا اليوم مظاهرتان آحداهما كانت بحي السيدة زينب فرقتها القوات الإنجليزية بالمدافع الرشاشة وقتل 13 وأصيب 27 شخصًا، وآخر فى شارع عباس .

- 15 مارس: إضرب المحاميين الشرعيين وتظاهروا أمام المحكمة الشرعية، وكذلك عمال السكك الحديدية الذي يزيد عددهم عن 4,000 عامل، وقاموا بإتلاف مفاتيح القضبان والخط الحديدي بالقرب من إمبابة، فتعطلت قطارات الوجة القبلي؛ أنشّأت القيادة البريطانية محكمة عسكرية، بقسم الأزبكية، وكانت تصدر أحكامًا بالحبس أو الجلد أو الغرامة.

- 16 مارس: أستمرت المواصلات معطلة، وكانت الأحياء الشعبية منها حي الحسين والسيدة زينب وباب الشعرية والجمالية تشهد تظاهرات قوية، وأقيمت الحواجز والمتاريس في هذه الأحياء لتعطيل سير المدرعات البريطانية، وحفر الثوار خنادق عميقة بالشوارع ؛ وأُقيمت مظاهرة كبرى من السيدات في هذا اليوم حيث كانت أول مظاهرة نسائية في الثورة ، وكان أعدادهن تتجاوزالـ 300، وقدمن أحتجاجًا مكتوبًا إلى معتمدي الدول (السفراء حاليًا)؛ و كان منهم السيدة صفية زغلول زوجة سعد زغلول والسيدة هدى شعراوى.

- 17 مارس: شهدت القاهرة مُظاهرات أكثر تنظيمًا، بدأت سيرها من الأزهر، وتعهدت القوات البريطانية بعدم التعدي، لكن أُطلقت النيران من نوافذ بعض البيوت من مصدر غير معروف فقتل وجرح البعض؛ وأطلقت القوات البريطانية النار على المتظاهرين في الأسكندرية فقتل 16 وجرح 24 شخصًا ؛ وقامت مظاهرة كبرى بمدينة دمنهور وتصدى لها مدير البحيرة إبراهيم حليم باشا شخصيًا، فأغضبهم ذلك فانقضوا عليه بالأحذية، وتدخلت الشرطة وقتل 12 شخصًا، وأُعلن حظر التجوال ليلًا بالمدينة من الساعة السابعة مساًء إلى الرابعة صباحًا  حُشدت مظاهرات بمدينة رشيد، فتصدت لهم الشرطة وقتل شاب من أبناء أحد الأعيان، فهاجم المتظاهرين قسم الشرطة وأضرموا فيه النار ؛ خلع بعض المتظاهرين قضبان السكة الحديد وأتلفوا خطوط الهاتف، نُظمت لجان شعبية لحفظ الأمن بالمدينة، وقامت القوات الإنجليزية في اليوم التالي بالقبض على 90 شخصًا.

- 18 مارس: أجتمع عمال عنابر السكك الحديدية في شارع بولاق وساروا قاصدين الأزهر للأضمام إلى المتظاهرين به، فاعترضتهم القوات البريطانية فسقط منهم الكثير من القتلى والجرحى؛ وتم تدمير محطة قطارات قلين وقطعت السكك الحديدية بين طنطا وقلين ودسوق؛ وفي زفتى قام الأهالي بحفر الخنادق العميقة وخلعوا قضبان السكك الحديدية، فدخلت القوات المدينة وعسكرت بها.

- 20 مارس: تظاهرت مجموعة من السيدات أمام بيت الأمة، فحاصرتهم القوات البريطانية لأكثر من ساعتين، وقدِم الُنصل الأمريكي وشاهد الحصار، فذهب إلى مقر القيادة البريطانية بفندق سافواى، فصُدر أمر بفض الحصار.

- 21 مارس: بدأت تظاهرات بمدينة بور سعيد، فتصدى لها الجنود البريطانيين وأطلقوا النار على المتظاهرين فقتل 7 وجرح 17 شخصًا.

- 25 مارس: وقع حادث بقريتي العزيزية والبدرشين بمحافظة الجيزة، حيث قام نحو مائتي جندي بريطاني في الساعة الرابعة صباحًا بالهجوم على القريتين مدججين بالسلاح، وانقسموا فريقين كل فريق أحاط بمنزل عمدة القرية، وطلبوا منهم تقديم كل ما يملكونه من أسلحة؛ أستولى الجنود على الحُلى والأموال من المنازل والماشية، وقامو بإحراق القريتين وقتل العديد من الأهالي؛ وحاصرت القوات البريطانية بلدة الشبانات بمركز الزقازيق، بحجة قتل جندي هندي يتبع القوات البريطانية، وأمر القائد أهل البلدة بالمغادرة لإحراق القرية، فاستولى على ممتلكات الأهالي وقاموا بإحراقِها.

- 30 مارس: أقتحم الجنود البريطانين بلدة نزلة الشوبك مركز العياط بالسلاح وسلبوا منها الحُلى والمال، وأعتدوا على أعراض النساء، قتل 12 وجرح 12 شخصًا وأشعلوا النيران بالمنازل.

- 6 أبريل: أصدر السلطان فؤاد قرارًا نُشر في الوقائع المصرية وكافة الصحف، بالكف عن المظاهرات والهدوء والسكينة.

- 7 أبريل: أعلن الجنرال اللنبي بالإفراج عن سعد زغلول وزملائه، وتمكين المصريين من السفر للخارج، فقامت مظاهرات كبيرة للإبتهاج، ولكن تعدى الجنود البريطانيين على بعض المتظاهرين بالقرب من فندق شبرد، فقتل 2 وجرح 4 أشخاص.

- 8 أبريل: قامت مُظاهرة كُبرى بلغ عدد متظاهريها مئات الآلاف، بينما الموكب يمر من أمام حديقة الأزبكية، قام الجنود الإنجليز بإطلاق النيران على المتظاهرين فقتل وجرح عدد منهم.

- 9 أبريل: عرض السلطان فؤاد الأول على حسين رشدي تشكيل وزارة جديدة بعد تنفيذ المطالب من الإفراج عن سعد زغلول والسماح لهم بالسفر، فقبل رشدي تشكيل الوزارة، حيث كانت وزارة حسين رشدي مستقيلة منذ ديسمبر 1918، وقبل السلطان الأستقالة في أول مارس 1919؛ وظلت الدولة حينها دون حكومة طوال فترة إشتعال الثورة.

- 11 أبريل: سافر أعضاء الوفد المصري إلى بورسعيد ومنها أبحروا إلى مالطة حيث ألتقوا بسعد زغلول وزملائه الثلاثة وأبحروا جميعًا إلى باريس.

- 12 أبريل: أصدر رشدي بيانًا من رئاسة مجلس الوزاء يطالب فيه موظفين الدولة بالعودة لأعمالهم، حيث قرر الموظفين الإضراب بعد أجتماع لهم بوزارة الحقانية في 10 أبريل ورفعت بمطالبها لرشدي باشا.

- 13 أبريل: هجمت القوات البريطانية على بلدة كفر مساعد بمركز صفط الملوك (إيتاي البارود حاليًا)، وأمروا الأهالي بالخروج إلى محطة القطار، وقتل أحد الأهالي ؛ ثم هجموا على بلدة شبرا الشرقية ثم بلدة كفر الحاجة.

- 17 أبريل: في قنا وأسوان، أُذيع منشور بضرورة تحية الضباط البريطانيين، وأنذر كل من يخالف القرار من الأهالي، حيث أُتلفت خطوط السكك الحديدية.

- 21 أبريل: لم توفق وزارة رشدي بإقناع الموظفين بإنهاء الإضراب، فتقدم رشدي باستقالته، وقبلت استقالته في اليوم التالي.

- وخلال الثورة أضطرت إنجلترا إلي عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفي إلي مصر ؛ وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس ، ليعرض عليه قضية استقلال مصر؛ ولكن لم يستجيب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري ؛ حيث وافقت الولايات المتحدة على الحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر ؛ فعاد المصريون إلي الثورة وأزداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى ، ونفوه ثانية إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندي (سيلان حاليا)، فإزدادت الثورة أشتعالاً ، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت.

 نتائج ثورة 1919 :

أضطرت إنجلترا بسبب إشتعال الثورة إلي إعطاء مصر بعض حقوقها فكان إصدار تصريح 28 فبراير 1922 الذي نص على :

- إلغاء الحماية البريطانية عن مصر.

- إعلان مصر دولة مستقلة.

- وفي أعقاب ذلك :

- صدر أول دستور مصري سنة 1923.

- إفراج السلطة العسكرية البريطانية عن أعضاء الوفد المُعتقلين، وتم الإفراج عن الباقين في جزيرة سيشيل.

- شكلت أول وزارة برئاسة سعد زغلول 1924 (الذي أفرج عن المسجونين السياسيين).

- أستمر الإحتلال البريطاني لمصر، حيث أعيد أنتشار القوات البريطانية في قناة السويس.

 دستور 1923 :

هو دستور بدأ العمل به في مصر الملكية في الفترة ما بين 1923 وحتى 1953؛ عقب صدور تصريح 28 فبراير 1922 الذي أعترف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة ، حيث تم وضع دستور جديد للبلاد صدر في 19 أبريل عام 1923 ليحل محل القانون النظامي نمرة 29 لسنة 1913، ووضعته لجنة مكونة من ثلاثين عضو ضمت ممثلين للأحزاب السياسية والزعامات الشعبية وقادة الحركة الوطنية وقد زعم تلك اللجنة عبد الخالق ثروت.

وينص ذاك الدستور على أن حكومة مصر "ملكية وراثية وشكلها نيابي".

وظل دستور 1923 قام منذ صدوره وحتى تم إلغاءه في 22 أكتوبر عام 1930 وصدور دستور جديد للبلاد عرف بدستور 1930 وأستمر العمل به لمدة خمس سنوات كانت بمثابة نكسة للحياة الديمقراطية، وقد أدى إلي قيام الشعب بالعديد من المظاهرات إلى أن تم إلغاء هذا الأخير بموجب الأمر الملكي من الملك فؤاد الأول رقم 142 لسنة 1935 في 19 ديسمبر 1935 ، وهو الأمر الذي قضى بإعادة العمل بدستور عام 1923؛ و بعد ذلك ظل دستور 1923 ساريًا حتى أعلن مجلس قيادة الثورة في 10 ديسمبر 1952 إلغاءه نهائيًا.

المعاهدة البريطانية المصرية لعام 1936 :

هي معاهدة وقعت في 26 أغسطس 1936 بين بريطانيا ومصر في لندن، وقد جاءت المعاهدة بعد إصدار بيان الحكومة بوفاة الملك فؤاد وإرتقاء إبنه الملك فاروق العرش ، وتم تعيين مجلس وصاية نظراً لصغر سنه ثم شكل حزب الوفد الوزارة نظراً لفوزه في الأنتخابات البرلمانية وطالب بإجراء مفاوضات مع بريطانيا بشأن التحفظات الأربعة، ولكن الحكومة البريطانية تهربت فقامت الثورات وتألفت جبهة وطنية لإعادة دستور 1923 بدلاً من دستور 1930 ؛ ولذلك أضطرت بريطانيا للتراجع وأضطرت للدخول في مفاوضات بقيادة السير مايلز لامبسون المندوب السامي البريطاني ومعاونيه وهيئة المفاوضات المصرية، ولقد أشترطت إنجلترا أن تكون المفاوضات مع كل الأحزاب حتى تضمن موافقة جميع الأحزاب وبالفعل شاركت كل الأحزاب عدا الحزب الوطني الذي رفع شعار (لا مفاوضة إلا بعد الجلاء)؛ وبدأت المفاوضات في القاهرة في قصر الزعفران في 2 مارس ،وأنتهت بوضع معاهدة 26 أغسطس 1936 في لندن.

 بنود المعاهدة :

1- أنتقال القوات العسكرية من المدن المصرية إلى منطقة قناة السويس وبقاء الجنود البريطانيين في السودان بلا قيد أو شرط.

2- تحديد عدد القوات البريطانية في مصر بحيث لا يزيد عن 10 آلاف جندي و400 طيار مع الموظفين اللازمين لأعمالهم الإدارية والفنية وذلك وقت السلم فقط، أما حالة الحرب فلإنجلترا الحق في الزيادة وبهذا يصبح هذا التحديد غير معترف به.

3- لا تنتقل القوات البريطانية للمناطق الجديدة إلا بعد أن تقوم مصر ببناء الثكنات وفقا لأحدث النظم.

4- تبقى القوات البريطانية في الإسكندرية 8 سنوات من تاريخ بدء المعاهدة.

5- تظل القوات البريطانية الجوية في معسكرها في منطقة القنال ومن حقها التحليق في السماء المصرية ونفس الحق للطائرات المصرية.

6- في حالة الحرب تلتزم الحكومة المصرية بتقديم كل التسهيلات والمساعدات للقوات البريطانية وللبريطانيين حق أستخدام مواني مصر ومطاراتها وطرق المواصلات بها.

7- بعد مرور 20 عام من التنفيذ للمعاهدة يبحث الطرفان فيما إذا كان وجود القوات البريطانية ضرورياً لان الجيش المصري أصبح قادراً على حرية الملاحة في قناة السويس وسلامتها فإذا قام خلاف بينهما فيجوز عرضة على عصبة الأمم.

8- حق مصر في المطالبة بإلغاء الأمتيازات الأجنبية.

9- إلغاء جميع الإتفاقيات والوثائق المنافية لأحكام هذه المعاهدة ومنها تصريح 28 فبراير بتحفظاته الأربعة.

10- تحويل إرجاع الجيش المصري للسودان والأعتراف بالإدارة المشتركة مع بريطانيا.

11- حرية مصر في عقد المعاهدات السياسية مع الدول الأجنبية بشرط إلا تتعارض مع أحكام هذه المعاهدة.

12- تبادل السفراء مع بريطانيا العظمى.

 إنتقادات :

على الرغم من الإيجابيات التي حوتها والأعتراف بإستقلال مصر إلا أنها لم تحقق الإستقلال المطلوب حيث كان في طياتها بعض أنواع السيادة البريطانية حيث ألزمت مصر بتقديم المساعدات في حالة الحرب وإنشاء الثكنات التي فرضت أعباء مالية جسيمة مما يؤخر الجيش المصري وإعداده ليكون أداة صالحة للدفاع عنها، كما أنه بموجب هذه المعاهدة تصبح السودان مستعمرة بريطانية يحرسها جنود مصريون، لذلك طالبت وزارة النحاس في مارس 1950 الدخول في مفاوضات جديدة مع الحكومة البريطانية وأستمرت هذه المفاوضات 9 شهور ظهر فيها تشدد الجانب البريطاني مما جعل النحاس باشا يعلن قطع المفاوضات وإلغاء معاهدة 1936 وأتفاقيتي السودان وقدم للبرلمان مراسيم تتضمن مشروعات القوانين المتضمنة هذا الإلغاء فصدق عليها البرلمان وصدرت القوانين التي تؤكد الإلغاء الذي نتج عنه إلغاء التحالف بين بريطانيا ومصر وأعتبرت القوات الموجودة في منطقة القناة قوات محتلة ومن هنا بدء النضال يشتعل مرة أخرى ولكن هذه المرة نضال مسلح.

 المصادر :

1- عبد الرحمن الرافعى " ثورة 1919 تاريخ مصر القومى من 1914 إلى 1921 "

2- عبد الرحمن الرافعى " فى أعقاب الثورة المصرية ثورة 1919 - الجزء الأول "

3- عبد الرحمن الرافعى " ثورة 1919 "

4- عماد أبو غازى " حكاية ثورة 1919 " 

5- عبد العظيم رمضان " تطور الحركة الوطنية في مصر "

reaction:
Ancient Egypt
Ancient Egypt
عبدالرحمن محمد توفيق ، باحث ماجستير فى الديانة المصرية القديمة ونصوص العالم الأخر ، مرشد سياحى وعاشق لتاريخ وحضارة مصر القديمة ، أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن ما نًقدمه ينال رضاء حضراتكم

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. مقال رائع جدا ، موفق دكتور عبدالرحمن أن شاء الله

    ردحذف
  2. مقال عظيم تسلم الايادى ❤️

    ردحذف

إرسال تعليق