الصورة الوحيدة للمهندس سننموت الذى بنى معبد حتشبسوت
منظر للمهندس سننموت من مقبرة TT 353 |
بقلم/ عبدالرحمن محمد توفيق
سننموت المهندس المعماري للملكة حتشبسوت اللى أسس معبد الدير البحرى الخاص بالملكة حتشبسوت "ماعت كا رع " بالبر الغربى بالاقصر ، وتعتبر هذه الصورة هى الوحيدة لسننموت فى مقبرته اسفل درج المعبد والتى وجد فيها منظر فلكى جميل يمثل الأثنا عشر شهرا من شهور السنة.
سننموت المهندس المعماري للملكة حتشبسوت اللى أسس معبد الدير البحرى الخاص بالملكة حتشبسوت "ماعت كا رع " بالبر الغربى بالاقصر ، وتعتبر هذه الصورة هى الوحيدة لسننموت فى مقبرته اسفل درج المعبد والتى وجد فيها منظر فلكى جميل يمثل الأثنا عشر شهرا من شهور السنة.
الجدير بالذكر أنه أيضا له مقبرة فى الدير البحرى تسمى TT 353 ، وله أيضا اثار فى متحف بروكلين والمتروبوليتان بنيويورك والمتحف البريطانى بلندن.
سِنِنموت كان مهندسًا ومعماريًا بارزًا في مصر القديمة خلال فترة حكم الملكة حتشبسوت من الأسرة الثامنة عشرة (حوالي 1479-1458 قبل الميلاد). يُعتبر أحد الشخصيات المهمة في تاريخ العمارة المصرية القديمة، وقد اكتسب شهرة بفضل تصميمه وإنشائه للعديد من المشاريع المعمارية البارزة، والتي من أبرزها معبد حتشبسوت الجنائزي في الدير البحري.
حياة سننموت
سِنِنموت وُلد في عائلة متوسطة الحال في قرية أرمونت، ولم يكن له علاقة بالدم مع العائلة الملكية، ولكنه استطاع بفضل موهبته الفذة أن يصعد إلى أعلى المناصب في البلاط الملكي. تشير بعض الأدلة إلى أن سننموت قد تلقى تعليمًا متقدمًا في البلاط الملكي أو في مدارس المعابد، حيث تعلم الهندسة والرياضيات والكتابة الهيروغليفية.
كان سننموت معروفًا بدقته وانضباطه، مما جعله محط إعجاب الملكة حتشبسوت، والتي وثقت به بشدة ومنحته مسؤوليات كبيرة. ومن خلال هذه المسؤوليات، أصبح سننموت أحد أبرز الشخصيات في البلاط الملكي وأحد المهندسين الأكثر تأثيرًا في تاريخ مصر القديمة.
مناصب وألقاب سننموت
تقلد سننموت العديد من المناصب والألقاب التي تعكس أهميته في البلاط الملكي وتأثيره الواسع. من بين هذه الألقاب:
- مشرف على الأعمال العامة: حيث كان مسؤولًا عن تنظيم وتنفيذ مشاريع البناء الكبيرة.
- المشرف على حقول آمون: وهو منصب رفيع يعكس ثقته من قبل المؤسسة الدينية والملكية.
- المشرف على خزانة الملكة: وهو منصب يشير إلى مسؤوليته في إدارة الموارد المالية والمادية.
معبد حتشبسوت الجنائزي
معبد حتشبسوت في الدير البحري هو واحد من أعظم الإنجازات المعمارية في التاريخ المصري القديم. بني المعبد على ثلاث طبقات متدرجة على سفح الجبل، وكل طبقة متصلة بالتي تليها من خلال منحدرات طويلة، مما يمنح المعبد مظهرًا مهيبًا يتناسب مع مكانة الملكة حتشبسوت.
- الطبقة الأولى: تحتوي على حديقة شاسعة مع أشجار ونباتات جُلبت من بلاد بونت (الصومال الحديثة)، التي زارتها حتشبسوت في إحدى بعثاتها التجارية.
- الطبقة الثانية: تتميز بصف من الأعمدة الضخمة المنحوتة بدقة، وزُينت جدرانها بنقوش تصور إنجازات حتشبسوت، بما في ذلك رحلة بلاد بونت.
- الطبقة الثالثة: تحتوي على الفناء الداخلي للمعبد الذي يؤدي إلى المقدسات الداخلية. هنا توجد نقوش تصور الولادة الإلهية لحتشبسوت، مما يعزز شرعيتها كفرعون.
العلاقة مع حتشبسوت
كانت العلاقة بين سننموت وحتشبسوت مميزة ومعقدة. بصفته مستشارًا رئيسيًا ومهندسًا بارعًا، كان سننموت يتمتع بثقة الملكة بشكل غير مسبوق. تشير بعض المصادر إلى أن سننموت كان له دور كبير في تربية وتعليم الأميرة نفرورع، ابنة حتشبسوت، مما يشير إلى العلاقة الشخصية الوثيقة بينهما.
- نقوش وتماثيل سننموت: يظهر سننموت في العديد من النقوش والتماثيل بجانب الملكة وابنتها، مما يعكس مكانته البارزة وتأثيره الكبير.
- نظريات حول العلاقة الشخصية: تشير بعض النظريات إلى أن العلاقة بين سننموت وحتشبسوت قد تكون كانت عاطفية أو رومانسية، لكن هذه النظرية تبقى محل جدل بين المؤرخين.
إنجازات معمارية أخرى
إلى جانب معبد حتشبسوت، يُنسب إلى سننموت تصميم العديد من المشاريع المعمارية الأخرى في مصر القديمة، منها:
- معبد الأقصر: ساهم سننموت في توسعة وتحسين معبد الأقصر، والذي كان مركزًا دينيًا هامًا.
- مقابر النبلاء: قام سننموت بتصميم وبناء العديد من المقابر للنبلاء والشخصيات البارزة، حيث أظهر براعته في الهندسة المعمارية وتزيين الجدران بالنقوش والرسومات.
الإرث والتأثير
ترك سننموت إرثًا معماريًا خالدًا أثرى تاريخ مصر القديمة، وساهمت أعماله في تشكيل الهوية المعمارية للفترة التي عاش فيها. يعتبر معبد حتشبسوت في الدير البحري واحدًا من أعظم الشواهد على مهارته وإبداعه، وهو مقصد للعديد من الزوار والباحثين من جميع أنحاء العالم.
- التأثير على العمارة اللاحقة: ألهمت تصاميم سننموت المعماريين في الأجيال اللاحقة، حيث استمرت الأساليب والتقنيات التي استخدمها في التأثير على العمارة المصرية القديمة لعدة قرون.
- الاحتفاء بسنموت: حتى يومنا هذا، يُحتفى بسنموت كأحد أعظم المهندسين في التاريخ، وتُدرس أعماله في العديد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية حول العالم.
الختام
يمثل سننموت رمزًا للتفاني والموهبة في مجال الهندسة والعمارة، وقد ترك وراءه إرثًا خالدًا يستمر في الإلهام حتى يومنا هذا. إن دراسة حياته وأعماله تساعدنا على فهم أعمق لتاريخ مصر القديمة والإبداع المعماري الذي تميزت به. تعد إنجازات سننموت شاهدًا على عبقرية الإنسان وقدرته على إبداع أعمال فنية ومعمارية تبقى خالدة عبر العصور.