مصر أثناء الحرب العالمية الأولى

جنود أسرى

في 28 يونيو 1914 م قتل مواطن من الصرب" فرانسيز فيرديناند" ولي عهد النمسا اثناء زيارة مدينة سراييفو . بعد شهر اعلنت النمسا الحرب على الصرب ، فهبت روسيا لنجدة الصرب وأعلنت الحرب على النمسا ، انحازت المانيا الى جانب النمسا وانحازت فرنسا إلى جانب روسيا . 

جنود المدفعية الألمان

أسباب الحرب العالمية الأولى:

وفي خلال أسابيع اتسع النزاع ليشمل 32 دولة اتحدت 28 منها في تحالف كان على رأس من ضمتهم بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والصرب وروسيا وايطاليا والولايات المتحدة ، بينما تجمعت على الجانب الأخر ٤ دول هي المانيا والنمسا والمجر وتركيا ( الدولة العثمانية ) وقد استمرت الحرب بينهما حتى نوفمبر 1918 م ، وقدر أن عدد الذين اشتركوا فيها بلغ  65مليون جندي قتل منهم 10ملايين وجرح بعضهم.  في 18 ديسمبر 1914 م " انتهزت انجلترا فرصة انضمام تركيا الى جانب اعدائها في دول المحور فأعلنت فصل مصر التي كانت جزءً من الإمبراطورية العثمانية شكلا عن هذه الإمبراطورية وفرص الحماية البريطانية عليها .

ولما كان الخديو عباس الثاني يزور اسطنبول ولم تكن السلطات الانجليزية تستريح إليه فقد اعتبرته من الأعداء و أعلنت عزله وتولية الأمير حسين كامل اكبر امراء سلالة محمد على باشا واعطته لقب سلطان مصر وهو نفس اللقب الذي يحمله حاكم الدولة العثمانية وكأن الانجليز أرادوا مساواة رأس حاكم مصر برأس السلطان الترکی الذي كان يعينه من قبل .

السلطان حسين كامل

لم يخف الشعب سخطه على قبول السلطان حسين كامل الحكم بقرار انجليزى ، وتمثل هذا السخط في محاولة اغتيال السلطان حسين كامل مرتين ، الأولى بالقاهرة يوم الخميس 4 ابريل 1995 م عندما أطلق عليه شاب يدعى محمد خليل ( تاجر خردوات بالمنصورة ) عيارا ناريا  أثناء مرور موكبه بشارع عابدين فأخطأ السلطان و أصاب العربة التي كانت تقله ، وقد نفذ حكم الإعدام في الشاب يوم 24 من نفس الشهر بعد 16 يوماً ، وبعد نحو شهرين على هذا الحادث وقع اعتداء اخر على الجمعة 1 يوليو 1915 م ، بينما كان يسير بموکبه بالاسكندرية قبيل ظهر ذلك اليوم من مقر رأس التين إلى مسجد سيدى عبد الرحمن لأداء فريضة الجمعة عندما القيت عليه قبلة من نافذة أحد المنازل المطلة على شارع رأس التين فسقطت القنبلة على ظهر جواد من جوادى المركبة السلطانية ثم تدحرجت على الأرض ولم تنفجر . 

واتهم تسعة شبان بتدبير الحادث ، أدين منهم اثنان هما محمد نجيب الهلباوي ومحمد شمس الدين ، وقضي المجلس البريطاني الذي حاكمها بالاعدام شنقا ولكن السلطان خفف الحكم المؤيد . ولم تدم فترة تولي السلطان حسين الحكم سوى اقل من ثلاث سنوات ، ومات عن عمر64 سنة . ولما كان له ابن وحيد وهو الأمير كمال الدين حسين وكان يعيش في فرنسا فقد أرسل إليه ابوه يطلب إليه العودة لتسلم مقاليد الحكم وررد عليه الابن بخطاب قال فيه :

خطاب كمال الدين حسين إلى والده السلطان حسين كمال

 "ياصاحب السلطانية...ذكرتمونى عظمتكم بما اتفقتم عليه مع الحكومة البريطانية الحامية وقت ارتقاء عظمتكم عرش السلطنة المصرية من تأجيل وضع نظام وراثة العرش السلطاني إلى ما بعد بحثه . 

وقد تفضلتم عظمتكم فاعربتم عن رغبتكم في أن تكون وراثة عرش السلطنة منحصرة في الأكبر من الأبناء ثم بعده لأكبر ابنائه ، وهكذا على هذا الترتيب . 

وأني لأذكر لعظمتكم هذه المنه الكبرى لما في هذه الرغبة من التشريف لي . على أنى مع إخلاصي التام لشخصكم الكريم و حكمكم الجليل ، مقتنع كل الاقتناع بأن بقائي على حالتي الأن يمكنني من خدمة بلادي بأكثر مما يمكنني أن أخدمها في حالة اخرى .

 لذا ارجو من حسن تعاطفكم أن تأذنوا الى أن التنازل عن كل حق او صفة او دعوی كان من الممكن لي أن أتمسك به في إرث عرش السلطنة المصرية بصفتی إبنكم الوحيد . وانی بهذه الصفة أقرر الأن بتازلي عن جميع ذلك ، وإنني لا ازال لعظمتكم السلطانية النجل المخلص والعبد الكثير الاحترام . كمال الدين حسين" . القاهرة 8 اکتوبر 1917 م . 

نتائج تنازل الابن عن الحكم:

ونتيجة لهذا التنازل اختار الانجليز أحمد فؤاد ابن اسماعيل وكان أكبر الموجودين من أسرة محمد على لتولى عرش مصر. وقد كانت لفؤاد حكاية شهيرة مع زوجته الأولى شويكار حفيدة ابراهيم باشا وهي التي تم تحويل قصرها الى مقر رئاسة مجلس الوزراء حالياً ، فقد قيل أنه كان يسيء معاملتها ، وأنها شكت الى أخيها الامير أحمد سيف الدين ما يفطه فؤاد ، فما كان من الأمير احمد سیف الا ان ذهب إلى النادي الذي كان يسهر فيه فؤاد واطلق عليه الرصاص بقصد اغتياله ولكنه اصيب فقط . وقيل ان الاصابة اثرت على حنجرته وصوته .

 ولكن كريم ثابت المستشار الصحفي للملك فاروق خصص في كتابه ( عشر سنوات مع فاروق ) فضلا عن "كحة" الملك فؤاد ، وقال أنها ولدت معه وزادت في أعقاب حادث إطلاق النار عليه . وكان هذا الصوت الغريب الذي يصدر عنه يفلت منه كلما تكلم مهما اجتهد في حبسه ومهما جاهد في سبيل منع اطلاقه ، وقد لوحظ ان هذا الصوت کان يشتد وتقتصر فترات انقطاعه اذا كان الملك غاضبا و منعا أو متوتر الأعصاب لسبب ما ، فتتكاثر الطلقات وتتلاحق ويخيل الى من يسمعها ولا يرى مصدرها انها نوع غريب من النباح المتقطع! 

وكانت هذه من الأسباب التى أدت إلى ثورة 1919م .

المصادر:

1-ويكيبيديا

2-كتاب تاريخ مصر المعاصر د ممدوح أحمد 

3-دراسات فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر د عمر عبدالعزيز عمر